تعيش إسرائيل هذه الأيام أزهى أيامها فى علاقاتها العربية والإفريقية رغم أزماتها الداخلية وما تواجهها من مقاومة فلسطينية لا تتوقف. القارة الإفريقية كانت هدفا رئيسيا لإسرائيل قبل تأسيس كيانها الغاصب، حيث طرحت أوغندا كإحدى البدائل لإقامة وطن قومى لليهود، وبعد تأسيسها سعت تل أبيب لإقامة علاقات مع الدول الإفريقية من أجل كسر عزلتها كنبت شيطانى فى محيط عربى معاد لها. استطاع العرب فى الستينيات والسبعينيات كسب الموقف الإفريقى لمصلحتهم، إلا أن الانقسام العربى فى نهاية السبعينيات خلخل ذلك الموقف الإفريقى، فكان التوغل الإسرائيلى فى العديد من دول القارة.
اليوم يكتسب ذلك التغلغل قوة دفع كبيرة بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى لتشاد واستئناف العلاقات رسميا معها. ما يحدث هو اختراق إسرائيلى كبير، فتشاد الدولة الإفريقية المهمة فى وسط وغرب القارة ذات الأغلبية المسلمة هى إحدى أهم دول التلاقى والجوار العربى الإفريقى، ولا شك أن هذا الاختراق سيكون له ما بعده، فقد أكد نيتانياهو أن هناك بشريات أخرى على الطريق، وقد ذهب إلى تشاد وعينه على السودان المجاورة شرقا، وليبيا شمالا، والنيجر ومالى غربا، وإسرائيل تستغل هشاشة الأنظمة الإفريقية التى يعانى معظمها تحديات هائلة، تتعلق بالإرهاب والمعارضات المسلحة، والانقسامات الداخلية، وتتقدم اسرائيل إليها طمعا فى ثرواتها وموقعها ومقدراتها، وتطرح نفسها كقوة دولية مؤثرة، أو مخلص أو ورقة رابحة لتلك الأنظمة فى علاقاتها الدولية ذلك بما تملكه من لوبيات ضغط، فضلا عن تقديمها ما تحتاجه تلك الدول من أسلحة وتقنيات حديثة وحماية أمنية برعت فيها جميعا، وهى تطمع فى الحصول على عضوية مراقب فى الاتحاد الإفريقى.
الأهرام المصرية