فوائد ممارسة التمارين الرياضية أثناء يوم العمل
نشر بتاريخ: 2019/01/24 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 21:37)

متبعات||    تعود ممارسة التمارين الرياضية أثناء يوم العمل بفوائد عديدة على الصحة والوظائف الإدراكية، وهو ما من شأنه أن يساعد في تحسين حالتك المزاجية ولياقتك البدنية وأدائك في العمل.

من المعلوم أن التمارين الرياضية مفيدة لصحتنا، ولكن البعض يخافون منها، بينما لا تجد الغالبية العظمى من الناس وقتا لممارستها.

وعلى عكس النوم، فإن ممارسة الرياضة لا تحدث تلقائيا كل يوم. بل يجب أن نخصص لها مساحة من الوقت وسط مشاغل الحياة اليومية. وقد استطاع كثيرون المواظبة على ممارسة الرياضة البدنية أثناء الأمر الذي يستغرق معظم ساعات اليوم، وهو العمل.

طالما سمعنا أن التمارين الرياضية أثناء النهار تحسن اللياقة البدنية والحالة المزاجية والأداء في العمل.

وخلال دراسة شملت أكثر من 200 موظف في بريطانيا عام 2008، خلص الباحثون إلى أن الموظفين الذين استخدموا صالات الألعاب الرياضية الملحقة بشركاتهم زادت قدرتهم على التركيز والإنجاز أثناء النهار، وكانوا أكثر رضا عن العمل في الأيام التي تمرّنوا فيها أثناء ساعات العمل.

وفي عام 2013، انتهت دراسة أخرى إلى أنه بغض النظر عن المرحلة العمرية، فإن هناك "فوائد فورية" للوظائف الإدراكية جراء ممارسة تمارين رياضية معتدلة، مثل القيام بتمرين متوسط الشدة لمدة 15 دقيقة على دراجة ثابتة.

 

وتشير هذه النتائج إلى أن ممارسة التمارين الرياضية أثناء النهار قد تكون أفضل من ممارستها قبل بداية دوام العمل أو بعد نهايته.

ويُضاف هذا إلى المزايا التقليدية لممارسة النشاط البدني من إنقاص الوزن، والتغلب على الأرق، والاستمتاع بنوم هانئ، وتحسين القدرات الجنسية، والحالة المزاجية، والوقاية من الأمراض.

ويصف بيتر أنطونيو، مدرب اللياقة البدنية وخبير التغذية بنادي جامعة بيرمنغهام للألعاب الرياضية واللياقة البدنية، الخروج من مكان العمل لممارسة الرياضة أثناء فترة الاستراحة في منتصف النهار بأنه "فرصة ذهبية".

ويفسر ذلك بالقول إنه يعطي الموظف شعورا بالرضا عن النفس يمتد حتى نهاية اليوم، فضلا عن أنه يساعده في زيادة لياقته البدنية.

وقد لاحظ أنطونيو أن عملاءه من الموظفين الذين يمارسون التمارين الرياضية أثناء النهار تزيد قدرتهم على الإنجاز وينخفض معدل إجازاتهم المرضية. كما أن التمارين الرياضية مفيدة للصحة النفسية، لأنها تفصلك تماما عن مشاغل العمل وضغوطه والسيل الذي لا ينقطع من الاجتماعات ورسائل البريد الالكتروني.

ويرى البعض أن مزايا الحصول على فترات الراحة لممارسة الرياضة البدنية لا تقتصر على بيئات العمل بل تتعداها أيضا إلى المدارس الابتدائية والثانوية، وقد أيد ذلك بعض الأبحاث التي أشارت إلى أن الاستراحة من المهام المكررة والمجهود الذهني والخروج من الصف لمزاولة النشاط البدني واللعب، تساعد التلاميذ على الانتباه وتحسن أداءهم المعرفي.

ولكن هذه المزايا الشخصية قد تكون تمهيدا فقط لما ستعود به التمارين الرياضية في منتصف النهار من مزايا على المستوى الأشمل والأعم.

وقد أثير جدل مؤخرا بين المؤسسات الصحية وأصحاب الشركات حول إمكانية فرض التمارين الرياضية كواجب إجباري على الموظفين في الشركات بهدف محاربة الخمول البدني الذي تسرب إلى بيئات العمل.

وبحسب مؤسسة أبحاث القلب الخيرية البريطانية، فإن أكثر من 20 مليون شخص في بريطانيا لا يمارسون التمارين الرياضية بالمعدل الموصى به، وهو 150 دقيقة أسبوعيا من النشاط الرياضي المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط المكثف، وهذا يكلف هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية 1.2 مليار جنيه استرليني سنويا.

وكتب ريان هولمز، الرئيس التنفيذي التقني لمنصة "هوتسوت" للتواصل الاجتماعي، مقالا حقق انتشارا كبيرا بعنوان "لماذا حان الوقت لتحفيز الموظفين ماديا لممارسة التمارين الرياضية أثناء العمل".

وطالب هولمز في المقال بتطبيق سياسات في الشركات لحث الموظفين على ممارسة التمارين الرياضية أثناء ساعات العمل.

ويقول هولمز إن من الصعب الحفاظ على مستوى الإنتاجية والأداء، ما دام الموظفون يموتون بأمراض القلب والسرطان والأمراض التنفسية التي يمكن الوقاية منها بالمحافظة على اللياقة البدنية والوزن الصحي.