ما زال يسكن الذاكرة وسيبقى خالدا فيها ، ليس في الذاكرة الشخصية فقط بل هو جزء من الذاكرة الوطنية ، رحل منذ خمسة عشر عاما ، طالته رصاصات غادرة في ظلمة ليل حالك ، الفدائي والمناضل والكاتب الصحفي الإنسان والصديق خليل الزبن "أبو فادي"، هكذا ترجل عن صهوة جواده غيلة وغدرا ، لكنه بجرأة الرجال ذهب إلى الموت وهو يعرف أن حياته مهددة في كل لحظة ، فقد طلب منه الزعيم الراحل أبو عمار مغادرة غزة إلى رام الله تحسبا لإغتياله بناء على معلومات أمنية مؤكدة لديه ، ولكن الخليل خليل تردد كثيرا، وذات ليلة قادته قدماه إلى بيت الراحل الكبير آخر أنبياء الثورة أبو علي شاهين ليستشيره في الأمر، فما كان من العلي أبو علي إلا أن يدعوه للإستجابة السريعة لتحذيرات العمار أبو عمار و مغادرة غزة فورا ولكنه تمهل قليلا و كأنه على موعد مع الموت ، قد كنت وإياه نقضي معظم ليالينا سويا إلا تلك الليلة الليلاء فقد شاءت الظروف أن أكون في البيت ، وكعادته إتصل بي هاتفيا للسؤال عن مكان تواجدي ، و أبلغته أنني في البيت مع العائلة ، وكان آخر إتصال له .
قال لي : " سأذهب إلى المكتب لأخذ بعض الأوراق وأغادر إلى البيت " ، حاولت تحذيره ومنعه من الذهاب للمكتب لأنه موجود في منطقة معزولة تقريبا من حي الصبرة بمدينة غزة ، لكنه أصر على ذلك .
بعد أقل من ساعة وإذ برقم هاتفه يرن ، وقد إعتقدت أنه لم يذهب للمكتب ، رديت على الهاتف "أهلا أبو فادي" غير أن المتصل تحدث بلهفة قائلا: " صاحب هذا التليفون انطخ ، وأنا ماخذه على المستشفى. " قمت سريعا واتجهت إلى هناك وإذ بالخبر المشؤوم "أبو فادي استشهد " .
الأهم أن جريمة إغتيال الخليل أبو فادي قيدت لاحقا ضد مجهول رغم كل محاولات البعض المتاجرة بدمه دون الوصول إلى الحقيقة حتى الأن !
ألف وردة وسلام لروحه الطاهرة في ذكراه العطرة وكل التحية لعائلته الكريمة ( فادي وزينب وأسماء وفاطمة ) وألف رحمة لروح رفيقة عمره أم فادي الزبن ، أيها الخليل الفادي ستبقى ذكراك محفورة في سفر التاريخ ، لن ينساك كل الأحرار،،، لن تسقط الراية
أبو فادي إستشهد ؟؟ !!
نشر بتاريخ: 2019/03/03
(آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 16:31)