مركزيه فتح وصراع الوراثة
نشر بتاريخ: 2019/03/06 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 23:24)

لم تعد حركه فتح تنظيما طليعيا ، رائدا ورافعا محوريا لمنظمه التحرير الفلسطينيه التى آلت الى التآكل في طريقها الى الذوبان، ففتح المفككه كتفكك فصائل العمل الوطني لم تعد ايضا مقنعه لدى الشعب الفلسطيني على انها صاحبه الشرعيه المستمده من شرعيه الثوره، التي تمثل اهم عوامل القوه لانها تكسب المجتمع تلاحما ومنعه في وجهه الاعداء، فالشرعيه اذن على حد تعبير (فاكلاف هافيل ) تمثل قوه الضعفاء، اما المجتمعات التى تحكمها سلطه استبداديه فان الصراع بين الطامحين على السلطه يجعلها لقمه سائغه للطامعين الاعداء رغماً من مظاهر قوتها الباديه والخادعه، لان الاستبداد  تعبير اساسي عن الضعف والهوان الذي اعتري حركه الجماهير بفعل عجز قادتها من الاخذ بيدها نحو التطور والنماء.

ان ما يفسد التصاق الحركه بجمهورها وهو الصراع الناشب بين اقطاب مركزيتها، وان اشكال الصراع تجاوز الاطر الناظمه لعملها وتحول الى محاور يحكمها المصالح الشخصيه وعلاقات مشبوهه بالمحيط اللصيق، كل المحاور المتصارعه التى ضاق الرئيس بها ضرعا لا تعبر عن فتح لا بالفكر ولا التاريخ ولا بالاثار والتضحيه ويفتقر اي قطب من اقطاب الصراع لاي رؤيا وطنيه او تنظيميه يتميز بها عن باقي المحاور ، بل بات الخلاف التصارعي تعبير مكثف عن السيطره على السلطه والمال، وكلما اثير الحديث عن خطط سياسيه لحل التصفوي زادت اوزان هذا الصراع على من يرث الرئيس.

نتيجه الصراع تم استماله قوى الامن الفلسطيني وتوزيعها على محاور الصراع وكذلك حدث في توزيع لجان الاقاليم وتقسيم ولاءاتهم بين هذا وذاك لان تنظيم فتح بات ينحصر اليوم في تعبيرين رئسيين هما اجهزه الامن ولجان الاقاليم وعن طريق المال والإمتياز، ان من يحسم الصراع في النهايه هو من يتوافق مع المخطط المرسوم امريكيا بتوافق اسرائيلي، المطلوب من قياده فتح ان تدرك ان التداول السلمي للسلطه دون اثاره صراع داخلي يمزق وحده الحركه ويعوق من مسيرتها، ان تعطى الفرصه للتطور التنظيمي والاجتماعي صُعدا ،بما ان اساس التطور هو حصوله على وحده اجتماعيه طوعيه كما سماها (هيجل ) الدوله المنسجمه .

وعليه اي دوله او سلطه يسود فيها الاعتراف بحق الاختلاف واحترام خيارات الناس يكون حل الخلاف فيها بقوه الاقناع والقانون وليس بغيرهما . وهذا السلوك وحده الكفيل بتحقيق المنعه وإفشال المخطط المرسوم الذي يسعي الى شطب الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنيه، وما جرى في إنتخابات الغرفه التجاريه في الخليل ومؤتمر فريدمان الاقتصادي في القدس ناقوس خطر يجب أن تسمعه بقوة أقطاب المركزيه، فالقادم يستهدف الجميع الفتحاوي ويستهدف ما سموه "المتجنح" وما يسمى الرسمي، فقط عبر وحدة فتح ووحدة الشعب الفلسطيني وقواه الحيه الفاعله الوطنيه والاسلاميه نستطيع أن نفشل الزلزال القادم لاجتثاثنا كفتح وكقضيه وطنيه عادله.

آن الاوان لكي نلفظ عتمة التسلط ونهج التفكيك، ونسير قدما في ثورة انطلقت لتبقى وتنتصر.