قال عضو المجلس الثوري بحركة فتح الدكتور عبدالحكيم عوض: إن التحركات المصرية المكثفة خلال الفترة الأخيرة في المنطة، تأتي لمنع أية تطورات أمنية خطيرة على صعيد المجابهة اليومية على الجدار بين إسرائيل وقطاع غزة، خاصة مع قرب مرور عام على انطلاق مسيرات العودة، والتي تعني زيادة الحشود على الحدود مع إسرائيل.
وأضاف خلال استضافته في برنامج "بصراحة" الذي يقدمه الإعلامي عامر القديري، على فضائية "الكوفية" أن مصر تدرك تمامًا أن "اللحم الفلسطيني" دائمًا هو وقود الانتخابات الإسرائيلية، وأن الأحزاب الإسرائيلية المتصارعة تعتبر المربع الفلسطيني سبيلها للوصول إلى سدة الحكم في إسرائيل، وبالتالي الفلسطينيون دائماً يدفعون الثمن في أي انتخابات تجرى في إسرائيل، متابعًا: "هذه المعطيات جعلت مصر تتحرك للبحث عن تسوية تمنع كارثة كبرى وتصعيد يحول الحياة التي هي جحيم الآن إلى أكثر من ذلك".
وثمن "عوض" التحركات المصرية، مؤكدًا أنها مهمة للفلسطينيين وأهلنا في غزة، رغم عدم رضاء بعض الأطراف المحلية والإقليمية والتي تريد لهذا التحرك أن يمر من خلالها، ومن بينها السلطة الفلسطينية التي عارضت أكثر من مرة الوصول إلى تفاهمات وتهدئة تضمن عدم إراقة المزيد من الدماء في غزة، وكذلك قطر التي لا تريد لهذا الحراك أن يحقق النجاح، لافتًا إلى أن قطر عرضت دفع أموال باهظة من أجل أن تتبوأ دوراً في هذا المارثون للوصول إلى تسوية بين الاحتلال وقطاع غزة، ولم تفلح في ذلك.
وشدد على أن "الفلسطينيين يعولون كثيراً على التحركات المصرية لأنهم يعلمون تماماً أنها تحركات صادقة، ولا تحمل أية أجندات غريبة عن شعبنا الفلسطيني ولأننا ألفناها دائماً تقف إلى جانب كفاح ونضال الفلسطينيين، ونأمل أن يحقق هذا التحرك إختراقًا واضحًا في مسار الحراك الذي من الممكن أن يؤدي للوصول لتحقيق المصالحة".
وأكد "عوض" أن انخفاض شعبية نتنياهو وسلوكه الأرعن قد يقوده إلى حرب بشعة ضد أهلنا في غزة لتحقيق الهدوء للمستوطنين في مستوطنات غلاف غزة.
وأوضح القيادي الفلسطيني أن نتنياهو سيدفع ثمن الهدوء في غلاف غزة، لأن الشعب والفصائل الفلسطينية تعلموا جيداً ألا تعطي بلا ثمن، موضحاً أن مقابل الهدوء سيكون مجموعة من الشروط التي طالبت بها الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أن الحديث عن تهدئة بلا ثمن فهذا غير وارد عل الإطلاق.
وانتقد "عوض" غياب الدور الفلسطيني الرسمي، مضيفًا: "لماذا لا تظلل القيادة الفلسطينية كل هذا الحراك وهذه الجهود بعمل جدي، ولماذا تمتنع حركة فتح عن حضور إجتماعات الفصائل في غزة لتشارك في بلورة موقف أو لتكون في طليعة هذا الموقف".
وشدد "عوض" على أن كل الإدارات الأمريكية السابقة لم تجرؤ على اتخاذ القرارات التي اتخذها ترامب، مرجعاً ذلك لحالة الضعف التي يعاني منها الشارع الفلسطيني، وانقسام الشعب الفلسطيني إلى فئتين بين غزة والضفة "غزة كيان والضفة كيان"، وفقدان التعاطف العالمي مع الشعب الفلسطيني وفقدان القيادة الرسمية الفلسطينية لعناصر القوة في مواجهة أي اجراء محتمل في هذا السياق، الأمر الذي أوصل الأمور إلى هذا المستوى، وجعل ترامب وادارته يتجرءان على اتخاذ القرارات الثلاثة، "أولا الاعتراف النظري بأن القدس عاصمة إسرائيل موحدة، ثانيا نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ثالثا دمج القنصلية في السفارة".
وتابع: "السؤال هو ماذا فعلنا على المستوى الرسمي الفلسطيني؟ وهنا يخيل نظريا للناس وللمراقبين أن السلطة الفلسطينية مواقفها مواقف قاسية وصاعقة وصلبة، وكل المواقف تبلورت في موقف واحد فقط لا غير وهو أن "الولايات المتحدة لم يعد لها دور في عملية السلام"، وكأن الولايات المتحدة أصبحت في رعب وخوف شديدين، والبعض من تحت الطاولة يبحث عن استمرار الاتصالات ويبحث عن إستمرار المعونات الأمنية لأجهزة الأمن وها واقع مؤسف ومحزن.
وانتقد "عوض" غياب الموقف الفلسطيني الذي يتكافئ مع هذا التغول الأمريكي الذي ينحاز إنحياز سافر إلى جانب هذا الإحتلال، وكان عليها أن تذهب إلى تقوية البيت الفلسطيني وأن ترد على كل هذه التحديات، حتي يقيم لنا "ترامب" بعض الوزن، حينما يشعرو أن القيادة تقود شعبًا موحدًا وأن هذا الشعب بالفعل موحد وعلى قلب رجل واحد وأن البيت الفلسطيني موحد، لكن كل هذا لم يحدث.
وأوضح أن المشروع الاسرائيلي واضح المعالم ويقولم على الاستيلاء على عقارات المواطنين في القدس، كما أن الضفة الغربية بالنسبة لإسرائيل أهم من أي مكان أخر والقدس أهم بالنسبة لهم من أي مكان أخر "دينيا" في العقيدة المدعاة الإسرائيلية، وبالتالي مسلسل التهويد بالنسبة للإحتلال هو مسلس مقدس، يقوم الاحتلال باعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين وهناك أموال كبيرة لشراء هذه العقارات، كل ذلك بالنسبة لنا كفلسطينيين أمرا طبيعيا فيما يتعلق بنظرتنا لهذا الإحتلال المجرم؟
وأكد "عوض" أن تهاون المستوى الرسمي مع مسألة تهويد منازل القدس تسبب في تضاعف عمليات تسريب العقارات والسيطرة عليها من قبل المستوطنين وتكاثر ضعاف النفوس من مسربي العقارات، وهؤلاء لا يعلمون أنهم بالنهاية يغيرون معالم هذه المدينة والتي تعتبر جوهر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وجوهر الصراع الاسلامي والعربي مع المحتل الاسرائيلي الذي يريد تحويل الصراع إلى صراع ديني.
وحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية كبيرة في التهاون والتغاضي عن ملاحقة هؤلاء وإنزال أقصى العقوبات بحقهم.