خاص|| سياسيون يكشفون خيارات نتنياهو المحدودة للفوز في الانتخابات الإسرائيلية
نشر بتاريخ: 2019/03/08 (آخر تحديث: 2025/12/17 الساعة: 10:00)

غزة..محمد جودة: قال سياسيون إن فرص رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أصبحت محدودة في الفوز بالانتخابات المقبلة، وأن الكفة تميل لصالح تحالف الجنرالات والذى يتزعمه رئيس الأركان السابق غانتس، وذلك بعد اتهامات الفساد الموجهة لنتنياهو.

 وقال القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح الدكتور يوسف عيسى: "إنّ الانتخابات الإسرائيلية وخيارات نتنياهو أصبحت ضيقة أو محدودة خاصة بعد اتهام المستشار القضائي للحكومة له بالفساد وخيانة الأمانة ونشر قراره بتقديم لائحة الاتهام، والتي ستصبح نهائية بعد جلسة استماع يكفلها له القانون، ومع اقتراب موعد الانتخابات التي تبقى لها حوالى خمس وثلاثين يوماً".

 وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ"الكوفية" أنّه في ظل هذه الأجواء أصر نتنياهو على عدم الاستقالة وحاول حزب الليكود تشريع قانون سامى بالقانون الفرنسي والذى بموجبه يمنع إجراء أي تحقيق مع رئيس الحكومة أثناء توليه منصب "رئيس الوزراء"، إلا إذا كان التحقيق يتعلق بقضايا تتعلق بأمن الدولة أو هناك ضرر كبير يمس اقتصادها أو الاتجار في المخدرات.

 وتابع: "فى ظل هذه الأجواء فإن المعركة الانتخابية تتحكم وتزداد حالة الاستقطاب بين قطبي الخارطة السياسية والتي تشير الاستطلاعات الأخيرة إلى إمكانية حصول إنقلاب إنتخابي إذ سيحصل معسكر"اليمين" على 59 مقعد، فيما يحصل معسكر "اليسار الوسط" على 61 مقعد، وهذا في حال موافقة القائمة المشتركة على تشكيل كتلة مانعة لأي حكومة يشكلها تحالف الجنرالات والذى يتزعمه رئيس الأركان السابق غانتس. وأكمل عيسى، الأمر سيزداد تعقيدا إن لم يتم الاتفاق بين النواب العرب ومعسكر "غانتس لبيد"، وذهاب نتنياهو إلى المحكمة بشكل نهائي والذى سيكون من الصعوبة لأي طرف تشكيل حكومة، حيث سيكون الخيار إما تشكيل حكومة وحدة وطنية وهذا سيكون ممكن إذا تقدم نتنياهو بالاستقالة ليتفرغ للدفاع عن نفسه أو الذهاب إلى انتخابات الكنيست القادمة.

 وختم عيسى قوله، بأن "هامش مناورة نتنياهو ضيق جدا ويكاد يكون مفقود".

 وقال الكاتب والمحل السياسي أكرم عطالله، أنّه بعد بيان المدعي العام أصبحت خيارات نتنياهو محدودة جدا لأن أي خيار سيكون مكشوفا أمام الخصوم باعتباره محاولة انقاذ يائسة. وتابع، نتنياهو يتحرك في مساحة ضيقة جدا، وسيلعب دور الضحية معتمدا على أن ثلث الشعب الاسرائيلي يريده أن يقود الدولة، وأن هناك مؤامرة ضده من قبل اليسار.

 وأضاف، الاتهامات في الملفات 1000 و2000 و4000 اصبحت مؤكدة وهناك من الاثباتات ما تمكنت الشرطة من الحصول عليه كافية لإدانته، فان العد التنازلي لحياته السياسية قد بدأ وقد يخلفه آخر في حزب الليكود ويقود اليمين من جديد.

وشدد، على أنّ الجمهور الاسرائيلي انحاز لليمين، واصبح اليمين هو الكتلة الاكبر وسيبحث له عن قائد بعد نتنياهو، ولكن هذا لا يعني ان المهمة سهلة أمام غانتس لتشكيل الحكومة إلا إذا انضمت أحزاب اليمين إليه وكحلون في الطريق لذلك وشاس حزب انتهازي شارك العمل في حكومات فان حصل هذا سيشكل غانتس حينها رئيسًا للحكومة.

وفي السياق ذاته نوّه الكاتب نضال خضرة، أنّ نتنياهو ما زال يصارع أمام توجيه تهم الفساد له ولكن يبدو عليه غير مستسلم، معتقدا أن لديه فرصة قوية، حتى في ظل تعاظمً تحالف "غانتس لبيد"، مشيراً إلى أنّه لولا المكون القوي من تكتل الجنرالات لما كانت هناك فرصة لتراجع الليكود ونتنياهو علي وجه الخصوص لأنّ المجتمع الاسرائيلي يعتبره أخر القيادات من الجيل القديم وهذا عامل مهم في تركيبة العقل الاسرائيلي.

 وحول جعبة نتنياهو على صعيد التحالفات قال إنّه لم يبق لليمين المتطرف والأحزاب الدينية، سوى المماطلة، وهذا صعب جدا في المرحلة القادمة على نتنياهو في ظل نية الادارة الأمريكية طرح خطة السلام المعروفة بـ"صفقة القرن" وهناك احتمال بأن يضطر نتنياهو للهروب إلى الأمام من أجل الخروج بأي انتصار يحسن صورته أمام المجتمع الاسرائيلي".

 واستدرك بالقول، من الممكن ان يدفعه ذلك للذهاب في مواجهة علي الجبهة الشمالية سواء في سوريا من خلال ضرب المنشأة الايرانية أو مواجهة مع "حرب الله" اللبناني، من خلال ضرب الانفاق وما يعرف بدرع الشمال، أو أن يذهب نحو مواجهة علي الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة. من جانبه قال المختص بالشأن الإسرائيلي الكاتب والمحلل السياسي "فراس ياغي"، أنّ المشهد الاسرائيلي أخذ أبعاد جديده بعد تهم الفساد التي تم توجيهها بشكل رسمي لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، خاصة في ظل معركة الانتخابات بين معسكر اليمين واليمين المتطرف، ومعسكر المركز واليسار.

 وحول الانتخابات الإسرائيلية شدد ياغي، أنّه منذ عقدين من الزمن تأخذ مفهوم التنافس بين المعسكرات واستطاعة كل معسكر أن يحقق نتائج تتجاوز الـ60 مقعدا، ومع ذلك وحتى وفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي أعطت الأفضلية لحزب غانتس (كاحول لفان) إلا أن النتائج قد تتغير وبشكل دراماتيكي خاصة في ظل أي حدث أمني قد يحدث في الجبهة الجنوبية أو الشمالية.

 وأضاف، حتى أنني كمتابع للمشهد الإسرائيلي أجد أن مفهوم الفساد ليس بشيء حاسم لدى الجمهور الإسرائيلي، مضيفًا: "أستطيع القول أن إسرائيل تتحول لدوله من دول العالم الثالث، فمثلا رئيس وزراء اسرائيل الذي تم اغتياله رابين قدم استقالته فور ظهور قضية فساد ضده (قضية حساب الدولار عام 1977)، في حين نتتياهو وحزبه ومعسكر اليمين لا يزال متمسك به رغم كل ملفات الفساد، لذلك لا تأثير دراماتيكي حاسم بسبب اتهامات الفساد ضد نتنياهو، وهناك سبب آخر أعتقد أنه حاسم وهو تعدد أحزاب اليمين التي لن تتخطى نسبة الحسم وهذا سيؤدي لتغلب معسكر غانتس ولكن بنسبة ضئيلة جدا لن تتجاوز 61 مقعدا في الكنيست".

 ولفت إلى أن المثير للاهتمام في الانتخابات الاسرائيليه أن الحزب الذي يحقق أعلى مقاعد هو من سيكلفه رئيس دولة إسرائيل ريفيلين بتشكيل الحكومه، وهذا ما يرعب نتنياهو في ظل خلافه مع رئيس الدولة، إضافة إلى أن الأحزاب المتدينة "يهود هتوراه وشاس" وحزب كحلون ليس لديها اعتراض في التحالف مع حزب غانتس.

 وتابع: "من سيحقق الفوز ويشكل الحكومة القادمة هو الحزب الذي سيحصد أعلى المقاعد وحتى الآن غانتس ولبيد في المقدمة، لكن أعتقد أن الحكومة القادمة ستكون حكومة وحدة وطنية بين الليكود وكحول لفان لأسباب تتعلق بـ"صفقة القرن"، خاصة أن الاستحقاق السياسي الأمريكي يتطلب إبعاد اليمين المتطرف..