خاص بالفيديو|| عواطف الدرة.. فلسطينية تحدت الاحتلال بالإبرة والخيط
نشر بتاريخ: 2019/03/17 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 17:32)

«إبرة وخيط».. سلاح بسيط اختارته الأسيرة المحررة، عواطف الدرة "أم يزن"، لمواجهة مخططات الاحتلال، الساعية للقضاء على القضية الفلسطينية، ومحو التراث الفلسطيني، فراحت تنسج بهما مطرزات للتراث الفلسطيني، لتكون بمثابة راية عصية على الانكسار أمام مخططات الاحتلال.

بعبارات سيطر عليها الصمود قالت "الدرة" لـ«الكوفية»: "تتعرض فلسطين بكل مكوناتها، إلى السلب والنهب والقتل، والاستهداف المباشر وغير المباشر للقضاء على هذه القضية، هذا الاستهداف لا يقتصر علي الناحية الجسدية للإنسان الفلسطيني، بل امتد ليطال التراث الفلسطيني الأصيل، في محاولة "إسرائيلية" لإنهاء تراث الإنسان الفلسطيني".

تراث فلسطيني يتحدى الاحتلال

وسط قطاع غزة، وتحديدًا في مخيم البريج للاجئين، تعيش الأسيرة المحررة عواطف الدرة " أم يزن"، في بيتها التراثي الصغير المتواضع، توصل ليلها بنهارها في نسج مطرزات التراث الفلسطيني.

تقول "الدرة" إنها بدأت العمل في هذا المجال خلال فترة اعتقالها في سجون الاحتلال الإسرائيلي عام 1990، تحديدًا خلال ضرب صدام حسين لإسرائيل بالصواريخ، حيث أصدرت سلطات الاحتلال قراراتها بمنع زيارة أهالي الأسري من قبل ذويهم، ما اضطر عواطف للتفكير في مصدر من خلاله تستطيع توفير ثمن أغراضها الخاصة التي تحتاجها من  "الكانتين"، لتبدأ الدرة تطريز تراثنا الفلسطيني، ليتم  استبداله بكانتين خاص بها مع فلسطيني أراضي 48 .

رمز الهوية  الفلسطينية

"عشقت التراث الفلسطيني لأنه رمز هويتنا الفلسطينية الوطنية"، فأنا عشقت كوفية الشهيد ياسر عرفات حد الجنون، لأنها رمز التحدي والصمود والشجاعة، فأنا وكل فلسطيني حر نستمد قوتنا وصمودنا من تلك الكوفية"، كانت هذه كلمات الدرة، التي أمسكت بيدها الإبرة والخيط وأدوات تطريزها الخاصة.

وأضافت: "لقد عانيت ظروفاً اقتصادية صعبة لذا لجأت إلي التفكير في بيع تلك المطرزات بنظام القطعة الواحدة، ليتسنى لي توفير حياة كريمة وقوت يومي، وهو ما أحال كل ركن من أركان منزلي إلي راوي يروي ألف حكاية وحكاية عن صمودنا وتراثنا وتاريخنا الفلسطيني".

خطوط تسويق

"الدرة" أكدت أنها تمكنت من خلال علاقاتها في المجتمع الفلسطيني داخل قطاع غزة، وفي الخارج، وعلاقتها المميزة بطلبة الجامعات، من فتح العديد من خطوط التسويق الخاصة بها، لتتمكن من بيع أكبر قدر من مطرزاتها، لأكبر عدد من الناس، خاصة بعدما برعت فيه وأضافت إليه العديد من الألوان والتشكيلات، لتتناسب مع متطلبات الجمهور، ومع كافة المراحل العمرية، حيث أصبح كل لون يرمز لشيء معين، وله قدسيته الخاصة.

وأضافت: "على سبيل المثال فإن الثوب الفلسطيني  له مميزات عدة حيث أن شكل الثوب الكنعاني لم يتغير حتى يومنا هذا، وهو يمتاز بالقبة والعروق التي تمتد باتجاه طولي من الكتف إلى الأسفل، فكل منطقة  في هذا لثوب تعبر عن طبيعة سكانها، فمنطقة الساحل على سبيل المثال يمتاز ثوبها بأنه خليط إغريقي ويوناني وساحلي بشكل عام، في حين يخلو الثوب الجبلي من التطريز بسبب عمل النسوة في الزراعة وعدم وجود الوقت لديهن للتطريز، بينما يمتاز ثوب منطقة بئر السبع ووسط فلسطين بغزارة التطريز بسبب توفر الوقت، وكذلك يعبر هذا الثوب عن  معاناة الشعب الفلسطيني خلال مئات السنين، وكأن المرأة الفلسطينية كانت توثق أحداث فلسطين على أثوابها من حيث أنواع وأشكال التطريز من أشجار الزيتون وطائر العنقاء الذي ينبعث من تحت الرماد ويمثل الكبرياء، كما أن الألوان هي الأخرى والتي يغلب عليها اللون الأحمر كرمز لدماء الشهداء والأخضر الذي يرمز للخصب عبرت عن أمور تخص الشعب الفلسطيني."

بأنامل فنانة وعيون ساهرة لا تشعر بالتعب أو الكلل، بل تشعر بمتعة كبيرة لا حدود لها حين تقوم بدمج الألوان لتخرج لوحات فنية تراثية غاية الروعة والجمال،  فهي تطمح وتتمني من خلال هذا العمل أن تفتتح مركزاً أو مؤسسة خاصة بها تتخصص في مطرزات التراث الفلسطيني، وحلم حياتها أن تصل إلي العالمية وتشارك في عرض منتجاتها في معارض دولية.