خاص بالفيديو|| الأسير المحرر محمد الأخرس لـ"الكوفية": فقدت قدمي من أجل فلسطين وأحلم بتحويلة للعلاج بالخارج
نشر بتاريخ: 2019/03/27 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 13:45)

غزة: داخل منزل بسيط في مخيم يبنا بقطاع غزة، ذلك المخيم الذي يعتبر مصنع الرجال، معقل الصمود والتضحية، ذلك المكان الذي لطالما تعرض للاجتياح والتدمير، في محاولة إسرائيلية بائسة وفاشلة للقضاء عليه جلس الأسير المحرر الجريح محمد الأخرس، ناظرًا إلى ما تبقى من قدمه التي بترت بعد إصابته بطلقين ناريين متفجرين في حسرة، متسائلاً أين ذهبت كل المؤسسات الصحية والحقوقية، ولماذا فشلت في تحويله للعلاج بالخارج.

يقول "الأخرس" لـ"الكوفية": "أسكن مع زوجتي في مخيم يبنا، بعدما بترت قدمي بعد إصابتي بطلق متفجر في القدم أثناء مشاركتي في مسيرات العودة الكبري".

واضاف: "أبلغ من العمر 30 عاماً، قضيت منها 6 سنوات خلف قضبان سجون الاحتلال، ولكن الحقد الإسرائيلي أبى إلا أن ينغص حياتي، فبعد خروجي من السجن بدأت في تأسيس حياة جديدة مستقرة، لطالما حلمت بها، وجاء نداء الوطن مرة أخري حين انطلقت مسيرة العودة الكبري، وبالفعل لبيت النداء، نداء الوطن، نداء العودة والحرية، لكن القدر لم يمهلني وأصبت بعيارين ناريين متفجرين في القدم، ما تسبب في بترها".

بتر في القدم

"الأخرس" أكد في حديثه لـ"الكوفية": أنه خلال مشاركته في مسيرة العودة بمخيم العودة، برفقة عدد من الأصدقاء، تعرض للإصابة بطلقين ناريين متفجرين في القدم، وتم نقله على إثرها إلى المستشفي، ومن ثم أصدرت عائلته العديد من المناشدات، ليتم إصدار تحويله للعلاج خارج القطاع، إلى أن حصلت علي تحويله للعلاج في جمهورية مصر العربية، وهناك تم بتر قدمي، وها أنا أصبحت مقعداً، هذه الإصابة قد شلت حركتي بشكل تام، أنا لا أستطيع التحرك دون العكاز الطبي فهو أصبح سندي الذي أستند عليه منذ تلك اللحظة".

رحلة طويلة مع العلاج

ويتابع الأخرس حديثه قائلاً: "في منتصف مايو، خلال شهر رمضان الماضي، لم يكن يتبق على موعد زفافي سوي أيام معدودة، ولكن إصابتي حالت دون إتمام زواجي في موعده، لدخولي رحلة علاج طويلة، ودخولي رحلة معاناة أصعب من مرحلة الأسر والاعتقال، ودخولي في مرحلة المناشدات التي أطلقتها إلى كافة المؤسسات الصحية والحقوقية بضرورة التدخل ليتسن لي تلقي العلاج الازم، وتوفير طرف صناعي، حتى أستطيع إكمال حياتي بشكل مناسب، كباقي البشر، وحين عودتي من مصر الشقيقة وبعد أشهر قمت بإتمام حفل زفافي، وها أنا اليوم علي وشك أن أصبح أب، أنا وزوجتي نسكن منزل قد إستاجرناه ولكننا اليوم أصبحنا غير قادرين علي دفع أجرته بعدما فقدت قدمي".

أين السلطة ومؤسسات الجرحى؟

وتساءل الأخرس عن دور المؤسسات المعنية بالجرحى، وكذلك دور مؤسسات السلطة تجاه الجرحي، الذين استجابوا لنداء الوطن، وضحوا بأجزاء من أجسادهم للوطن، وطالب بضرورة إنشاء مؤسسة تختص بالجرحى وتتابع همومهم ومعاناتهم عن قرب، لأن الجريح بحاجة إلى مراعاة خاصة.

تحويلة للعلاج بالخارج

طالب "الأخرس" بضرورة تحويله إلى أي بلد ليتم تركيب طرف صناعي خاص له، بدلا من أن يقوم بتركيب طرف في قطاع غزة لا يتناسب مواصفات قدمه، وبدلا من أن يكون عون له يصبح عبء عليه، فهذا حق له ولن يمل من المطالبة بهذا الحق".

ويضيف الأخرس أنه: "قبل الإصابة كان يمارس هوايته المفضلة، حمل الأثقال، ولكن اليوم وبعد أن أصبح بقدم واحدة، لا يقوي على السير بشكل جيد، فكيف سيتمكن من ممارسة هوايته، وإكمال حياته، مضيفًا: اليوم أنا أقضي معظم الوقت في المنزل، وفى حال خرجت من المنزل فإني أجلس أمام باب المنزل، لا أستطيع الابتعاد كثيراً، خشية أن أصاب بأي مكروه".

ويختتم "الأخرس" حديثه لـ"الكوفية" بقوله: "دفعت زهرة شباب عمري للوطن، ضريبة النضال ولست نادما، وها أنا دفعت جزء من جسدي للوطن، ولست نادما، وعلى الرغم من إصابتي هذه إلا أن هذه الإصابة لن تقف عائقًا أمام تضحياتي لأجل الوطن، ولكن يجب النظر لنا كجرحي بعين الرحمة، وعلى الجميع أن يتعاطف مع الجريح الفلسطيني، لنستمر في التضحية والوفاء لوطننا فلسطين، أكثر وأكثر ولن نستكين".