البرش: المنظومة الصحية في شمال القطاع خسرت الكثير من كوادرها بفعل النزوح
نشر بتاريخ: 2024/07/28 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 20:43)

غزة: أكد المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، أن المنظومة الصحية في شمالي القطاع خسرت الكثير من الكوادر المهنية الرئيسية، بفعل النزوح القسري إلى جنوبي القطاع.

وأشار البرش في تصريحات صحفية، إلى أن نحو ألف كادر صحي فقط موجودون في شمالي القطاع، من أصل نحو 12 ألفًا، نتيجة سياسة النزوح القسري التي فرضها الاحتلال، الأمر الذي زاد من أعباء المنظومة الطبية بشكل خطير.

وأكد البرش أن وزارة الصحة تحاول تعويض هذا النقص في الكوادر عبر الاستعانة ببعض الوفود الخارجية، لا سيما في التخصصات الدقيقة؛ كجراحة المخ والأعصاب، والتجميل، والمسالك البولية.

وشدد البرش، الذي يرأس لجنة الطوارئ الصحية في شمالي غزة، أن الوضع الصحي في الشمال "مرير للغاية" بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 10 أشهر متواصلة، والاقتحامات المتكررة التي ينفذها الاحتلال للمستشفيات وتدميرها، ومنع إدخال الأدوية، ومنع سفر الجرحى للعلاج في الخارج.

وبين أن المستشفيات تعرضت للاقتحام والتخريب، ما أخرج العديد من أقسامها عن الخدمة، وقتل الاحتلال عددًا من الأطباء والممرضين واعتقل آخرين، سعيا منه لدفع المنظومة الطبية للانهيار التام.

وأكد أن المشافي بحاجة ماسة للوقود، والأدوية والمستلزمات الطبية، والأجهزة الطبية، وقطع غيار المولدات الكهربائية التي تعمل بشكل متواصل منذ أكثر من تسعة أشهر، بالإضافة إلى الحاجة لإعادة الكوادر الطبية إلى أماكن عملها في شمالي القطاع.

وأوضح أن من أبرز الأجهزة الطبية التي تحتاجها مستشفيات شمالي القطاع جهازي CT scan، وMRI (الرنين المغناطيسي) بعد أن دمرتهما قوات الاحتلال، إلى جانب الأدوية التخصصية لأمراض الثلاسيميا، والهيموفيليا، والروماتويد، والسرطان بعديد أشكاله.

وقال البرش إنّ المشافي تضطر لإخراج جميع المنومين، خاصةً الذين أُجريت لهم عمليات جراحية مؤخرًا؛ لتتمكن من استيعاب أكبر عدد ممكن من المرضى والجرحى الجدد.

وأضاف: "للأسف.. الناس تموت أمام أعيننا ولا نستطيع فعل أي شيء لهم. نضطر لوضع الجرحى في ممرات المستشفيات، ونستثمر كل زاوية من أجل إنقاذ حياة المواطنين، لكن الوضع مرير وصعب للغاية".

 

وأكد أن من بين أكثر من 25 ألف طلب تحويل للعلاج خارج القطاع، لم يحصل سوى 5 آلاف منهم على الموافقة من الجانب المصري خلال الأشهر الماضية، وذلك قبل اجتياح قوات الاحتلال لمعابر غزة وإغلاقها منذ أكثر من 80 يومًا.

وتحدث البرش عن محاولات إحياء مشافي شمالي القطاع من خلال إعادة تشغيل وترميم بعضها، بعد أن دمرتها قوات الاحتلال.

ولفت في هذا الصدد، إلى الانتهاء من ترميم الطابقين الأول والثاني في المستشفى الإندونيسي، وما زالت أعمال ترميم الطوابق المتضررة في المستشفى مستمرة، مع جهود لزيادة سعته السريرية، بالإضافة إلى أعمال ترميم في مركز غسيل الكلى المجاور.

وأوضح أن المستشفى الإندونيسي يستقبل جميع حالات شمالي القطاع، ومعظم حالات المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بمدينة غزة؛ لأن العناية المركزة لا توجد إلا به، في وقت خُصص مستشفى كمال عدوان للأطفال، ومستشفى العودة لجراحة العظام وبعض التخصصات الأخرى.

وأضاف، "هناك جهد أيضًا من أجل ترميم قسمي الاستقبال والولادة في مجمع الشفاء الطبي، وبعض أقسام مستشفى الرنتيسي للأطفال، ومستشفى أصدقاء المريض بمدينة غزة".

وشدد أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أنواعًا من الأسلحة تسبب حروقًا كبيرة بأجساد الضحايا، إذ يظهر العظم من داخل الجسم، وفي بعض الحالات يكون العظم محترقًا من شدة الإصابة.

وأضاف، "بعض الحالات التي تصل إلى المستشفى لا نستطيع التعامل معها نتيجة التهتك الشديد ودرجات الحروق التي لم نرها طوال مسيرة عملنا".

وأكد أن من بين أكثر من 25 ألف طلب تحويل للعلاج خارج القطاع، لم يحصل سوى 5 آلاف منهم على الموافقة من الجانب المصري خلال الأشهر الماضية، وذلك قبل اجتياح قوات الاحتلال لمعابر غزة وإغلاقها منذ أكثر من 80 يومًا.

وطالب بضرورة فتح معبر رفح وتسريع تحويل المرضى للعلاج بالخارج، والسماح بدخول الوفود الطبية التخصصية، وإدخال مواد لإعادة إعمار المستشفيات، وبناء مستشفيات أخرى.