غزة – محمد عابد: بملامح طفولية ممزوجة بالألم والحزن، جلس الطفل المصاب أحمد نبيل صقر, 17 عاماً، من شمال قطاع غزة، ينعى حظه العاثر، بعدما فتح أحد قناصة الاحتلال نيران سلاحه صوبه، خلال مشاركته في مسيرة العودة الكبرى، يوم 28 سبتمبر/أيلول الماضي، في منطقة أبو صفية، ما جعله قعيدًا ملازمًا للمنزل، رغم إجرائه 9 عمليات جراجية حتى الآن.
رصاصة قناص
صقر، أكد في تصريحات لـ"الكوفية" أنه توجه صباح يوم الجمعة 28/9/2018 برفقة أصدقائه للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى، وخلال تواجدهم داخل المخيم فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها تجاه المتظاهرين.
وأضاف، "بدأ الناس يركضون هنا وهناك من شدة الخوف، عندها فوجئت بإصابتي بطلق ناري أطلقه أحد القناصة أصاب أسفل قدمي اليسرى، وتم نقلي على الفور إلى المستشفى الإندونيسي شمال القطاع.
9 عمليات والجراح لم تلتئم
وأكد صقر، أنه تلقى العلاج اللازم في المستشفى الإندونيسي، حيث مكث أسبوع تم خلاله إجراء 9 عمليات جراحية في القدم بدأت بوصل الشريان الرئيس المغذي للجسم بالدم، وتلاها عمليتا تنظيف، وكذلك عملية سحب عضلة من القدم، وعملية رقعة جلدية، وعملية تركيب جهاز بلاتين خارجي لتثبيت العظام، وبعدها بفترة صغيرة تفاجأ الأطباء بأن جهاز البلاتين الذي تم تركيبه بحاجة إلى تعديل، واضطر الأطباء إلى فك الجهاز القديم وتعديله مجددا، ومن ثم تواصلت معي مؤسسة أطباء بلا حدود لإجراء العلاج الطبيعي وإتمام العلاج،وها أنا لا زلت أتلقى العلاج في البيت".
الانقطاع عن الدراسة
وتابع صقر، "منذ إصابتي انقطعت عن الذهاب إلى المدرسة، أنا في المرحلة الثانوية "التوجيهي" ومنذ الإصابة لم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة, والظرف النفسي الناتج عن إصابتي، منعني من متابعة دروسي بشكل جيد، فقد أضرت تلك الإصابة بوضعي النفسي أكثر من الصحي، فأنا دخلت في مرحلة اكتئاب، خاصة أنني كنت أحب لعب كرة القدم، أخرج متى شئت، أذهب إلى أي مكان أريد، ولكن منذ إصابتي أصبحت أشعر بالعجز التام، خاصة وأنني أصبحت أشعر أني عالة على والدي, تحديدا وأن تكاليف العلاج مرتفعة جدا، ولم يساعدنا أحد في توفير العلاج اللازم".
خبر كالصاعقة
قالت الحاجة أم نبيل، جدة المصاب أحمد صقر، "تلقينا خبر إصابة أحمد كالصاعقة خصوصا وأنه الابن الأكبر لوالده، وعانينا معاناة لا يمكن وصفها خلال علاجه، خصوصا وأن علاجه تكلف مبلغًا كبيرًا، ونحن نعيش ظروفًا بسيطة، وإصابته زادت علينا المصاريف".
وأكدت، أن أحمد مر بظروف صعبة للغاية منذ إصابته فكان حين لا يجد من يساعده على الحركة كان يغضب، حين كان يتحرك بالعكاز كان يصب حمم غضبه علينا جميعا في البيت، واليوم الحمد لله بدأ تقبّل الإصابة والتعايش معها.
علاج للجرحى
وناشدت الحاجة أم نبيل صقر، كافة المسؤولين، ضرورة تأمين العلاج المناسب للجرحى جميعا، وتوفير كل ما يحتاجونه من مستلزمات طبية، لكي يتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي كباقي البشر، وأكدت على ضرورة الوحدة الوطنية للتصدي للمحتل الإسرائيلي لأنها سلاح أشد من أسلحة المحتل.
غزة لم تعد صالحة للعيش
وختم المصاب أحمد صقر، حديثه لـ"الكوفية" بقوله، "سأعود للدراسة من جديد، وسأكد وأتعب حتى أتفوق في الثانوية العامة، لأنني أحلم بالهجرة خارج قطاع غزة، لأن غزة لم تعد صالحة للعيش، فهي لا عمل ولا دراسة ولا حياة".