غزة: أسعفت مصابيْن وعادت لتنقذ الثالث على بعد عشرين مترًا من السياج الحدودي، تلبس الشارة الطبية البيضاء وترفع يداها للأعلى، ورغم ذلك أصابتها قناصة محتلة في مقتل لترتقي شهيدة العمل الإنساني، إنها رزان النجار التي تواجدت في مخيم العودة شرق خزاعة منذ الثلاثين من آذار- مارس الماضي، حملت العمل الإنساني وتقدمت صفوف المتطوعين على خطوط التماس.
خرجت خزاعة عن بكرة أبيها تودع رزان التي أصيبت عدة مرات كان آخرها بكسر في يدها ورفضت تطبيبها حتى لا تغيب عن إسعاف المصابين، استراحة قصير قبل أن تعود لإنقاذ مصاب ثالث، فأشارت إلى زملائها أنها أصيبت في ظهرها برصاص قناص التفتت إليهم وسقطت أرضًا.
حالة من الحزن أصابت القطاع الصحي والمسعفين، وهم يودعون أول شهيدة في صفوفهم، مؤكدين أن رسالة رزان مستمرة ولن تنجح محاولات الاحتلال كسرهم أو ثنيهم عن الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية والتطوعية.
والد رزان أدان جريمة الاحتلال، عارضًا أمام الصحافيين رداء الإسعاف الأبيض الذي ارتدته ابنته ودمها يلونه بالأحمر، قائلاً: هذا هو السلاح الذي حملته رزان بعض الضماد والشاش لإسعاف المصابين.
تقول الشابة المتطوعة رضا النجار" إن رزان كانت تتقدم صفوف المتطوعين ويتبعها الطاقم، مشيرةً إلى أنهم لم يتوقعوا استهدافها بشكل مباشر خاصة وأنها ترتدي لباسًا يميزها كمسعفة".
فتح تحقيق في ظروف استهداف رزان، هو كل ما طالبت به العائلة، التي أكدت أن رزان اغتيلت بدم بارد دون أي اعتبار للشارة الطبية التي كانت ترتديها، تقول والدتها: "كانت رسالتها إنسانية ولكن الاحتلال كان الأسبق في إعدامها وقتلها بدم بارد".
محمود عبد العاطي كان مع رزان لحظة استشهادها، يؤكد أن رزان كانت شعلة من النشاط في العمل الإنساني على حدود قطاع غزة، وأن استهدافها جريمة يجب أن يعاقب عليها الاحتلال الذي تعمد قتلها، مؤكدًا أنها كانت ملاك رحمة ضمدت جراح العديد من المصابين قبل إن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
قد يظن الاحتلال أنه نجح في قتل المسعفة صاحبة الرسالة الإنسانية رزان النجار، ولكنه بات يدرك أنه وفِي الوقت الذي تودع فيه خزاعة رزان ستبقى بصماتها على جراح المصابين الذين أسعفتهم قبل رحيلها.