السعودية.. انطلاق منتدى الأمم المتحدة للحضارات في الرياض
نشر بتاريخ: 2025/12/14 (آخر تحديث: 2025/12/15 الساعة: 00:47)

الرياض - انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، فعاليات الدورة الحادية عشر لمنتدى تحالف الأمم المتحدة للحضارات، بمشاركة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إضافة إلى ممثلي منظمات أممية، ونخبة من صناع القرار والمفكرين من مختلف دول العالم.

وقال الأمير فيصل بن فرحان في افتتاح المنتدى، إن استضافة المملكة للدورة الحادية عشر لهذا المنتدى هي "امتداد لدعم المملكة للجهود الأممية الرامية لتعزيز قيمة التسامح والحوار والعيش المشترك بين مختلف الثقافات والأديان".

وأضاف: "لقد كانت المملكة من الدول التي دعمت مبادرة تأسيس التحالف عام 2005، وقدمت لها الدعم السياسي والمالي لتحقيق أهدافها النبيلة".

وشدد وزير الخارجية السعودي على أن "دعم المملكة لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ينطلق من إيمانها الراسخ بأن التواصل والحوار بين الثقافات والحضارات هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام والتعايش وبناء الثقة بين المجتمعات ومنع وتسوية النزاعات".

رؤية 2030.. مشروع لبناء قيم الاعتدال

ولفت الأمير فيصل بن فرحان إلى أن المملكة بادرت، في عام 2012 بالمشاركة مع إسبانيا والنمسا ودولة الفاتيكان، إلى تأسيس مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كما دعمت جهود المنظمات الدولية الأخرى مثل تحالف الأمم المتحدة للحضارات ومنظمة اليونيسكو ومنظمة التعاون الإسلامي.

وقال إن رؤية المملكة 2030 ليست مشروعاً طموحاً يسعى إلى تقليل اعتماد المملكة على النفط وتنويع مصادر الدخل فحسب، بل هي "مشروع ثقافي يسعى إلى بناء قيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى ومحاربة دعوات التطرف والكراهية".

واعتبر الأمير فيصل بن فرحان أن العالم شهد خلال العقدين الماضيين تزايد نفوذ التيارات المتطرفة دينياً وقومياً، وانتشار خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا وارتفاع وتيرة الصراعات وأعمال العنف.

وشدد على أن هذه الظواهر السلبية ينبغي ألا تكون مصدر إحباط لدى القوى الداعية للسلام والحوار والتسامح، بل حافزاً لها على مراجعة المبادرات الدولية والوطنية لتعزيز قيم الحوار والتواصل والتعايش بين الحضارات.

العالم أمام مسارين مختلفين

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن العالم أمام مسارين مختلفين، الأول يكون فيه العالم مليئاً بالحروب والانقسامات، والثاني يسوده الحوار والاعتراف ونقل العالم إلى السلام.

وأضاف في كلمته: "لن يكون هناك المزيد من 7 أكتوبر، ولن تكون هناك معاناة أخرى في غزة. يجب إنهاء العنف والتشرذم العالمي"، متابعاً: "نستطيع أن نحقق التغيير الإيجابي من خلال دعم الشباب لتحقيق أحلامهم وأهدافهم وتعزيز الابتكار ونبذ الإقصاء".

وأطلق الأمين العام السابق كوفي عنان التحالف عام 2005، لمنع الصراعات القائمة على الهوية، ولتحويل التنوع إلى مصدر للقوة، وليس ذريعة للعنف، وفق موقع الأمم المتحدة.

يذكر أن المنتدى يقام هذا العام تحت شعار: "عقدان من الحوار من أجل الإنسانية – النهوض بحقبة جديدة من الاحترام والتفاهم المتبادلين في عالم متعدد الأقطاب".

وسيتضمن المنتدى الحادي عشر لتحالف الأمم المتحدة لتحالف الحضارات عدة فعاليات منها: اجتماع رفيع المستوى لما يُعرف بمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات، التي تضم الآن 161 عضوا.

كما يستضيف المنتدى "منتدى الشباب" الذي يسلط الضوء على مشاركين في برامج التحالف ممن قادوا التغيير في مجتمعاتهم، إضافة لجلسات متخصصة حول قضايا عاجلة منها: التضليل المدفوع بالذكاء الاصطناعي، النساء على الخطوط الأمامية للسلام، والهجرة والكرامة الإنسانية، ومحاربة خطاب الكراهية.

من المتوقع أن يعتمد المنتدى إعلان الرياض، وإبرام شراكات واتفاقات لعام 2026 وما وراءه، بالإضافة إلى وضع توصيات لخطة عمل المنتدى للفترة بين 2027 و2031.