خاص بالفيديو|| صرخة غزية.. اختفاء حليب الأطفال من المستشفيات ينذر بكارثة
نشر بتاريخ: 2019/06/19 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 20:46)

الكوفية – غزة _ محمد عابد

أزمة تلو الأخرى تضرب القطاع بين الحين والآخر، جعلت المواطن الغزي محاصر في بيته، يدفع ثمن الأزمات السياسية والاقتصادية التي دفعه إليها التناحر والانقسام السياسي البغيض، ولعل أخطر تلك الأزمات كان أزمة نقص الأدوية من مستشفيات القطاع.

"الكوفية" تدق في هذا التقرير ناقوس الخطر، بعد إعلان عدد من مستشفيات القطاع قرب نفاذ الأدوية والمستلزمات الطبية، وخاصة حليب الأطفال.

الأزمة تصل إلى حليب الأطفال

وصلت الأزمة الصحية إلى الأطفال، حيث شهدت مستشفيات القطاع نقص شديد في حليب الأطفال العلاجي الذي يعتبر شريان الحياة لأولئك الأطفال, كما طالت الأزمة مرضى الفشل الكلوي والسرطان والتطعيم والثلاثيميا والسحايا التي نتجت بفعل سوء الأوضاع البيئية.

في انتظار علبة حليب

الدكتور أشرف القدرة، الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في قطاع غزة،  قال لـ"الكوفية": الأزمة باتت تهدد حياة قرابة 500 طفل.

وأضاف: "هناك حالة من العوز المستمر فيما يخص الأرصدة الدوائية والتي وصلت إلي عصب الخدمات الصحية وطالت الحليب العلاجي لأكثر من 500 طفل من قطاع غزة, هذا الحليب الذي يعتبر بمثابة شريان حياة الأطفال المرضى, وحين يصر الكيان الإسرائيلي على استمرار منع دخول الحليب لأطفال القطاع فانه يحكم بالإعدام علي أولئك الأطفال المرضى".

تخلف العقلي

"القدرة" أكد خلال حديثه لـ"الكوفية": أن "هناك العديد من المضاعفات الناتجة عن فقدان هذا الحليب تحديدا, كالتخلف العقلي, ودخولهم في مشاكل صحية قد تؤدي إلي وفاتهم, خاصة وأن هذا الحليب غير متوفر في الأسواق المحلية, بسبب ارتفاع سعره الذي يصل إلى 100$ للعلبة الواحدة".

مناشدة

"القدرة" ناشد الجهات المعنية على المستوى المحلى والإقليمي والدولي بضرورة السعي لتوفير أنواع الحليب الناقصة في القطاع، تجنبًا لحدوق كارثة صحية إنسانية في قطاع غزة, كما طالب بتوفير كافة المستلزمات الطبية التي يحتاجها القطاع.

وأوضح أن قطاع غزة يعانى من نقص حاد في الأدوية وصل لدرجة فقدان 52% من الأدوية من مستشفيات القطاع, معظم تلك الأصناف تستخدم لمرضي السرطان والكلي وغيرها من الأمراض المزمنة.

عامان من الأزمة

الدكتورة ريم سمور، مسئول مستودع الأدوية والمحاليل في مستشفي الرنتيسى التخصصي للأطفال في مدينة غزة، قالت في تصريحات لـ"الكوفية" إن: "مستشفي الرنتيسي هو المستشفي الوحيد في قطاع غزة الذي يخدم فئة الأطفال الذين يعانوا من الأمراض المزمنة مثل السرطان والقلب والكبد والكلي"، مضيفة: "أصبحنا نعانى من نقص الحليب العلاجي منذ قرابة عامين, هذا الحليب الذي تعتمد عليه حياة الطفل المريض, وهو يعطي لحالات خاصة, وهناك عدد من أنواع هذا الحليب يختلف كلياً عن الحليب الذي يباع في الصيدليات الخارجية, مثل حليب NUTRAMIGEN, وحليب PREGESTIMIL , وحليب ALIMENTUM , وحليب  MONOGEN , وحليب  ISOMIL , وحليب  XMTV  , وكذلك حليب MSUD , هذا الأصناف التي تحتاجها المستشفيات بشكل عاجل, خاصة وأن هذه الأنواع من الحليب خالية من بعض أنواع الدهون وتعتمد حياة المريض على مدى استهلاكه لهذا الحليب, وعدم أخذ هذه الأنواع من الحليب قد يؤدي إلي وفاة الطفل بشكل تدريجي".

كارثة صحية

وأكدت سمور أن: "هناك حالات تحتاج إلى هذه الأنواع من الحليب بشكل مستمر، وفي حال توقف عن تناول هذا الحليب يؤدي إلى مضاعفات لها تأثير علي الجهاز العصبي, وسوء التغذية والإسهال المستمر وكذلك تشنجات في الجهاز العصبي المركزي والحساسية", لافتة إلى أن هذا الحليب غير متوفر في السوق المحلي ولا يوجد سوي في الصيدليات التابعة لوزارة الصحة التي تعاني هي أيضًا من نقصه".

حياة الأطفال رهن علبه حليب

الدكتورة "سمور" أطلقت نداء استغاثة من خلال "الكوفية" طالبت خلاله بتحييد الخلافات السياسية جانبًا، والعمل على توفير هذه النوعيات من الحليب, لإنقاذ حياة أطفالنا المرضي.

وأكدت أن حياة الأطفال المرضى أصبحت رهينة بعلبة حليب، رفض الاحتلال إدخالها للقطاع, فيما تفرغت الفصائل الفلسطينية للانقسام الذي راح ينهش في جسد الوطن.