بالفيديو.. د. عوض: "الورشة الأمريكية" انتهت دون أن يكتب لها النجاح
نشر بتاريخ: 2019/06/28 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 13:41)

غزة: أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، د. عبدالحكيم عوض، أن "كل المشاريع السابقة التي كانت تستهدف فلسطين، أخطر مما يجري اليوم من خلال (صفقة القرن والورشة الامريكية)، جميعها فشلت فشلا ذريعا، والسبب الأوحد والوحيد، يكمن في أن الشعب الفلسطيني هو صاحب هذه الأرض، ولم ولن يقبل بكل هذه المؤمرات، مهما كان شكلها ومهما كان الراعي لها".

شكل المنطقة قد يتغير

وأعرب د. عوض، خلال لقاء ببرنامج (بصراحة) المذاع على قناة "الكوفية" مساء الخميس، عن قلقه بأن يكون هدف كوشنر "ترسيخ وهما بان الاحتلال والظلم القائم من قبل الاحتلال، قد يكون اكثر قبولا امام اشقائنا العرب وابناء جلدتنا، الذين طالما وقفوا على الدوام بجانب الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية.

وأكد عوض، "الهدف الاساسي من (الورشة الامريكية)، لم يكن اقتصاديا وما جرى بالعاصمة البحرينية المنامة، كان يهدف الى تحفيز الفلسطينيين والعرب في آن واحد، بأن شكل المنطقة قد يتغير بشكل متسارع  وجوهري وفقا لرؤية الادارة الامريكية والاسرائيلية معا".

إيران كانت سببا أصيلا لتدخل الولايات المتحدة

واعتبر عوض أن "الورشة الأمريكية في  البحرين، أتاحت للاحتلال الإسرائيلي الاختراق للجسم العربي، وللأسف كانت البحرين هي بوابة هذا الاختراق".. مضيفا: "لا أرى أي مبرر لدولة البحرين أن تجعل من بلادها بوابة لإسرائيل، لتخترق العرب من خلال التطبيع، والتأثير على الموقف العربي الموحد والجامع بأن الاحتلال خصم لا يمكن التطبيع معه ما لم يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني.

وعبر عوض، عن أسفه من تحول القضية الفلسطينية، إلى قضية ثانوية لدى النظام السياسي العربي، بعد أن أوهمت الإدارتان الأمريكية والإسرائيلية، العالم العربي، بأن "إيران هي العدو الأول، وهي التي تشكل خطرا رئيسيا على العرب، ومما سبق لا بد من التأكيد أيضا، على أن إيران تتحمل المسؤولية نتاج سياساتها المتبعة، في التدخل بشئون الدول العربية دون أي مبرر، فهي كانت سببا أصيلا لتدخل الولايات المتحدة من خلال تدخلها بالشأن السوري والعراقي واليمني والسعودي وغيره.

من المؤسف ان يستمر الانقسام

ومع انتهاء "الورشة الأمريكية في البحرين"، أكد د. عوض، أن "الورشة انتهت دون أن يكتب لها النجاح"، محذرا: "يجب علينا كـ(فلسطينيين) عدم الاستهانة بالقدرات الأمريكية، لأن الولايات المتحدة قادرة على صياغة مؤامرات أخرى واحدة تلو الأخرى ضد شعبنا، وهنا يجب على الفلسطينيين أن يتوحدوا، فمن المؤسف أن يستمر الانقسام الفلسطيني الفلسطيني والخلاف القائم في ظل كل المنعطفات والمتغيرات والظروف والمؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا، ويجب أن يكون الرد الفلسطيني بحجم مستوى الحدث، ويجب عدم الاكتفاء بالبيانات الفصائلية والتنديد فهذا غير كافٍ، وهذا لن يوقف عجلة ترامب في حياكة المؤمرات ضد شعبنا الفلسطينية في ظل الانحياز السافر من قبل إدارة ترامب لدول الاحتلال الإسرائيلي".

الانقسام الفلسطيني هو الثغرة

وأضاف عوض، لو كان الحال الفلسطيني في حال أفضل، ولو كانت الوحدة الوطنية قائم لما تجرأ لا نتنياهو ولا ترامب أن يصنعوا ما يصنعوه، فاـ"الانقسام الفلسطيني" هو الثغرة الكبرى التي يستغلها ترامب ونتنياهو..وتساءل: أمام كل ما يجري لماذا لم نذهب الى وحدة وطنية، ما الذي يمنع الذهاب الى وحدة وطنية ؟

وقال عوض، "إن كوشنر يعتقد أنه يعرض حديثه بشأن صفقة القرن على قطيع من الغنم، ما جعله يصرح بالقول أنه سيصعب على الفلسطينيين فهم الشق السياسي والاقتصادي إذا ما جرى عرضهما سويًا، لكنه لا يدرك أن الفلسطينيين يدركون ألاعيبه، وألاعيب ترامب، وأنه أراد أن يعرض الجزرة على الفلسطينيين من خلال الكشف عن  الشق الاقتصادي للصفقة، وهو ما ظهر في الفيديو المتواضع الذي عرضه عن حال فلسطين إذا ما وافقت على الشق السياسي للصفقة، وهي كلها أمور غير حقيقية".

لن نقبل بصفقة العار

وأكد أن الفلسطينيين لن يقبلوا بصفقة العار وما روج له كوشنر عن فلسطين التي ستتحول إلى سنغافورة، ولن يتنازلوا عن حقهم في أرضهم وفق الضمانات الدولية قبل أي شيء، وبعد ذلك يمكن الحديث عن أي شيء.

وأضاف: لماذا لم يطرح كوشنر الشق السياسي أولًا إذا كان يريد حل الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية وإحلال السلام في المنطقة كما يزعم.

وتابع: "كوشنير رجل مخلص للاحتلال ويعمل لصالح إسرائيل، ويريد إختراع اتفاقًا ما بين المباردة العربية والرؤية الإسرائيلية، الأمر الذي يجعله يرفض تطبيق المبادرة العربية التي تقوم على تنفيذ السلام الشامل، وبعدها التطبيع مع الاحتلال، وهي أمور لن ترضي الاحتلال ولا الإدارة الأمريكية، الأمر الذي يجعلنا نتعامل مع ما يجري الأن على أنه حدث شديد الخطورة، وألا نستهين بما تفعله الإدارة الأمريكية".

وقال عوض، إن المرحلة الحالية تجعلنا مطالبين بأن نكون على تماس وتواصل دائم مع العرب وألا نستعدي أي دولة عربية من أجل ألا يتمادي كوشنر ويتم تطبيق مخرجات ورشة البحرين.

الرفض لا يكفي

وأضاف عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن الرفض الفلسطيني النظري لورشة البحرين ومخرجاتها غير كافٍ، وهناك الكثير من الإجراءات التي على فلسطين اتخاذها للتصدي لجموح الإدارة الأمريكية وكوشنر.

وتابع: لماذا لا يذهب الرئيس عباس إلى غزة، ولماذا لا نعلن عن تشكيل برلمان وطني الآن، ولماذا لا ننفذ قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي، ولماذا لم نوقف الاعتراف بدولة الاحتلال ولماذا لم نعلق اتفاق أوسلو؟ كلها خطوات كان يجب اتخذاها في إطار الرد على مخطط صفقة ترامب.

وشدد على أن الرد الفلسطيني يجب أن يكون على قدر المساواة بالخطوات التصعيدية التي تتخذها أمريكا وألا يتوقف الرد على الرفق فقط.

خرائط بلا حدود

وأكد عوض، أن الخرائط التي عرضها كوشنر لفلسطين بعد التطوير كما يزعم، كانت بلا حدود، لأنه يريد خداع الفلسطينيين بطريق يربط الضفة بغزة، في حين تستولى إسرائيل على أراضينا في الضفة ممثلة فيما يسميه الاحتلال (يهودا والسامرة)".

وتابع: هو لا يريد أن يعطينا أرض سكان في الضفة وغزة، ولكن المخطط الأمريكي ينصب حول فكرة "سكان في الضفة على أرض تستولي عليها إسرائيل، وأرض وسكان في غزة، يربط بينهم الطريق الذي تسعى أمريكا لإنشائه".