غزة– محمد عابد:
الاختراق الأخلاقيّ أو المعروف بالقرصنة الأخلاقيّة هو عبارة عن عمليات اختراق يقوم بها خبراء كمبيوتر مهرة، وذلك لتحديد نقاط الضعف في النظام المراد حمايته وتصحيحها، وهؤلاء يطلق عليهم في عالم الإنترنت "القبعات البيضاء".
تقوم فكرة عمل "القراصنة الأخلاقيين" على أن الإنترنت يعتبر مخزناً لكميات لا تعدّ ولا تحصى من المعلومات الخاصّة والسريّة، ونتيجة لوجود هذا الكم الهائل من المعلومات، يجب أن يكون هناك تحديث مستمرّ للنظام، وتطوير دائم لأنظمة الحماية، وهنا يكمن دور القرصنة الأخلاقية، والتي تعمل على منع القراصنة الفاسدين من الوصول إلى المعلومات والبيانات الخاصّة.
الشاب محمد دلول، 22 عامًا، واحد من "أصحاب القبعات البيضاء"، من قطاع غزة، يحترف عملية استرجاع وتأمين ألاف من حسابات نشطاء السوشيال ميديا في فلسطين وخارجها، "الكوفية" التقت بـ"دلول" للتعرف على طبيعة عمله وكيفية احترافه للقرصنة الأخلاقية.
مصدر رزق
محمد دلول تحدث لـ"الكوفية" عن كيفية احترافه عمليات استرجاع وتأمين حسابات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خاصة على موقعي التواصل الاجتماعي الإنستغرام و"فيسبوك".
"دلول" قال: "لقد أصبح هذا العمل مصدر رزقي الوحيد والأساسي، فأنا أعمل في هذا المجال منذ ثماني سنوات حتى اليوم واحترفت من خلال بحثي في ثغرات مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تركيزي في البحث في مركز الدعم التابع لكلا الموقعين، ومن خلال علاجي للعديد من المشكلات التي واجهت بعض الأصدقاء تعلمت أشياء كثيرة جدا، وأصبحت أعطي دورات في طرق استعادة وتأمين حسابات نشطاء التواصل الإجتماعي على مستوى السوشيال ميديا بشكل عام، وأنا أعتبر الشخص الأول في الوطن العربي الذي يحترف هذا العمل".
الفرق بين حماية والاسترجاع
"دلول" أكد أن "هناك فرق كبير بين استرجاع الحساب وحماية الحساب، فالاسترجاع يعنى إعادة تفعيل الحساب المسروق أو المجمد أو المحذوف من قبل الشركة أي الحساب "المتبند"، أما حماية الحساب تعنى تقوية الحساب بكلمات مرور قوية، وكذلك ربط الحساب بحسابات Gmail للعمل علي تقويته وتأمينه ".
حملة على مستوى الوطن العربي
وأضاف دلول: "في شهر رمضان المنصرم قمت بعمل حملة مجانية خيرية من خلالها قمت بإرجاع 450 حساب وتأمين 1600حساب علي موقع التواصل الاجتماعي الإنستغرام، وكانت الحملة علي مستوي الوطن العربي بأكمله ومنذ بدء عملي في هذا المجال وحتى اليوم قمت باسترجاع ما يزيد علي 4000 حساب، أما فيما يخص التأمين فأنا أقوم بشكل يومي بتأمين قرابة 30 حساب بشكل يومي, كما أنني قمت بتأمين حساب الممثلة المصرية المشهورة وفاء عامر، وكذلك تأمين غالبية حسابات نشطاء السوشيال ميديا في غزة، والعديد من الصحفيين الفلسطينيين".
البرمجة الأخلاقية واللاأخلاقية
"دلول" قال: "هناك فرق بين برمجة الحسابات وما يسمي بسرقة الأيبهات، حيث تعتبر سرقة الأيبهات عمل لاأخلاقي أما عملي أنا فهو يعتبر برمجة أخلاقية، وكذلك أنا لا أتسبب في ضرر لأحد، ولا أخالف القانون، وأصبحت أعطي دورات للشباب لممارسة نفس العمل".
الوقت كالسيف
وأضاف: "أن أهم الصعوبات التي يواجهها في عمله تتعلق بالوقت، حيث أنه يكون في بعض الأوقات مضطرًا لمتابعة حساب، وفي نفس اللحظة يعمل على حساب آخر، فكل حساب له وقت ليصل عليه رد من قبل الشركة، وفي بعض الأحيان يكون مضطرًا للعمل مع قرابة 500 حساب في نفس الوقت".
اعتماد فيسبوك وإنستغرام
"دلول" تحدث عن طموحه من وراء هذا العمل، قائلاً: "أطمح في الحصول على اعتماد شركة فيسبوك وإنستغرام وأن أصبح وكيلاً لشركتي إنستغرام وفيسبوك في قطاع غزة، خاصة وأن كل دولة في العالم لها وكيل إلا قطاع غزة وأنا أتمني أن أصبح وكيلاً لكلتا الشركتين في فلسطين".