غزة: محمد عابد: نظم نادي السينما في جمعية مركز غزة للثقافة والفنون، بالتعاون مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، عرضًا مسرحيًا بعنوان "مسرحية 78"، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، على مسرح الهلال الأحمر، بحضور عددًا من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني.
وتناول العرض المسرحي، الذي انتجه، كمال دلول، ومن سيناريو وإخراج، جمال أبو القمصان، قضية التعذيب داخل السجون وأثره علي المثقفين والكتاب وكافة فئات المجتمع، كما تناول الأثر النفسي للأشخاص الذين يتعرضوا للتعذيب والاعتقال بشكل تعسفي.
وتدور أحداث العرض، حول اعتقال شاب كان له كتاباته وأرائه التي تتعارض مع سياسة الدولة، تعرض للتعذيب داخل سجن إنفرادي لمدة طويلة، وبعد خروجه من السجن لجأ إلي الوحدة والعزلة عن المحيط حوله وعن خطيبته التي لطالما انتظرت لحظة خروجه، وكيف ساعدته خطيبته وقامت بتشجيعه وتحفيزه للخروج من حالة العزلة، بالمقابل كانت أخته تحثه علي عدم الكتابة والابتعاد قدر الإمكان عن القلم الذي باتت تعتبره عدوًا له، وتضمن العرض، نقاش بين الحضور حول عناصره.
انتهاك حقوق الإنسان
من جانبه، تحدث رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية في قطاع غزة، يسري درويش، عن الفكرة والهدف من العرض المسرحي، وقال لـ"الكوفية": "هذا العرض يعبر عن انتهاك حرية الرأي وانتهاك حقوق الإنسان من قبل السلطات الحاكمة, كما ويعطي رسالة لما يتركه التعذيب من أثر نفسي سلبي خاصة علي المثقفين والكتاب".
وأضاف درويش:" جاءت رسالة العرض المسرحي لتنتقد ممارسات السلطات الحاكمة في مجتمعنا الفلسطيني، وما لها من أثر علي الإنسان، فالتعذيب يحول الإنسان إلي ضحية ممارسات خاطئة، وقد ركز العرض علي جانبين الأول الانتهاك الدائم لحقوق الإنسان من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي, وكذلك انتهاك أجهزة الأمن الفلسطينية لحقوق المواطنين في قطاع غزة خاصة بحق الكتاب والمثقفين".
وأوضح درويش، أن العرض المسرحي ينتقد الواقع الذي نعيشه، ويسلط الضوء علي خطورة هذه الممارسات".
رسائل العرض المسرحي
من جهته، أكد المحامي بالهيئة المستقلة في حقوق الإنسان في قطاع غزة، بهجت الحلو لـ "الكوفية" أن: "العرض المسرحي يحمل رسالتين, الأولي أنه يتوجب علينا أن نولي كل أدوات الفن المسموع والمرئي والفني والإعلامي لتكون رافعه لمناهضة التعذيب, ولتلتحم مع الخطاب الحقوقي الرافض لهذه الجريمة، أما الرسالة الثانية فتتمثل في ضرورة رفضنا جميعًا لهذه الجريمة والاصطفاف جنبًا إلي جنب ضد التعذيب، والعمل علي استئصاله باعتباره جريمة كاملة الأركان، وجلب مرتكبي تلك الجريمة وإحقاق الحق".
وأضاف الحلو أن:"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكذلك الاتفاقية الخاصة بمناهضة التعذيب، تعاقب ليس فقط من يقدم على تعذيب شخص وأنما من يحرض ويأمر به ويوافق عليه بالصمت، لذا نجد أن فلسطين بمجرد انضمامها لاتفاقية مناهضة التعذيب عليها أن تتخذ كافة التدابير التشريعية والإجرائية والقانونية والقضائية للتصدي لجريمة التعذيب ومحاسبة المتورطين فيها وجبر ضرر وتعويض ضحايا التعذيب".
وتابع الحلو حديثه لـ" الكوفية"، قائلًا:" إن أحوج ما نحتاج إليه هو العمل علي أن تلتحم الأعمال الفنية الثقافية المسرحية مع قضايا المواطن، وأن نغير التوجهات والانطباعات ليس فقط من خلال نصوص قانونية وقضائية، بل يجب أن تنفذ هذه النصوص علي أرض الواقع ".
في الشأن نفسه، تحدث المخرج مسرحي، عبد الفتاح شحاذة، بطل العرض المسرحي "78", واصفًا العمل بأنه محاكاة لواقع من تعرضوا للتعذيب، وصرخة في وجه من يقومون بتعذيب الأبرياء تقول كفى، معتبرًا العمل بمثابة رسالة لكافة المسؤولين والاحتلال الإسرائيلي".
وأردف شحادة قائلًا إنه: "قام بأداء دور الأسير الذي تعرض للتعذيب داخل أحد السجون بشكل جنوني, نتيجة ممارسته حرية التعبير بشكل أو بأخر، ما أدي إلي تعرضه لانتكاسه نفسيه قلبت حياته إلي جحيم نتيجة ما تعرض له من تعذيب".