ما يحدث من استقطاع في رواتب الموظفين ووقف ألاف الموظفين عن الخدمة وقطع رواتبهم بشكل تام، هو تكريس فعلي وعملي لفكرة طرحها قبل سنين "حزب ميرتس الإسرائيلي"، وهي فكرة تقوم على فصل تام بين شطري الوطن.
بأي طريقة و بأي ايدي سواءا كانت فلسطينية أو غير ذلك، المهم أن الفكرة طرحت وبدأت ملامح تطبيقها على الأرض جلية، ولكن الشيء المقزز و"المثير للدهشة والإستغراب"، انها تمت بايادي فلسطينية و قلوب لاتعرف رحمة ولا شفقة ولا اي رمشة جفن، لحزن أسير خلف القضبان ولا بكاء طفل يرى والده ينام ليلته حزينا مما حل به وما سيحل باسرته نتيجة هذا الفعل الممزوج بحقد وكراهية تجاه المحافظات الجنوبية- "قطاع غزة".
ان ما حدث من مجزرة في حق رواتب موظفي السلطة في المحافظات الجنوبية ما هي إلا بداية لتنفيذ مخطط إقليمي وان تم فعلى الجميع ولا يستثنى أحد حتى من اقتطعت رواتبهم من أنهم يتحملون مسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه المشروع الوطني الذي هو هدف هذا المخطط ، "ما لم يتم التحرك باتجاه افشال هذا المخطط".
لا مجال للمهادنة، فـ"إن من ضمن أهداف هذا المخطط هو الفصل الاجتماعي والثقافي بين شطري الوطن (شمالا وجنوبا)، بالإضافة إلى الفصل السياسي الذي يحمل في طياته نهاية الحلم الفلسطيني بوطن يحوي احلام الكل الفلسطيني".
ان ما يحدث عمليا من سياسة ينتهجها رئيس السلطة محمود عباس ما هو إلا نكبة كبرى، فهل نحن مستيقظون يا سادة!!؟ هل نحن أهل لهذه الأمانة !!؟ هل أهل قطاع غزة هم العنوان لإحياء الحلم الفلسطيني، كما عهدهم العدو قبل الصديق ؟؟ كما بدأتم بانتفاضة الحجارة و غيرتم بوصلة التاريخ. هم أهل لها إنشاءالله.