خاص بالصور والفيديو|| "بلاش ع الأرض".. مبادرة شبابية لتنظيف شوارع غزة
نشر بتاريخ: 2019/07/14 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 15:11)

غزة - محمد عابد: أُقيم في النادي البحري علي شاطئ بحر مدينة غزة، حفل تكريم لمجموعة شبابية تبنت مبادرة أُطلق عليها "بلاش ع الأرض" استمرت لخمسة أيام، تحت إشراف وزارة الزراعة ومنظمة الإغاثة الإسلامية، حيث شارك  العشرات من الشباب من كلا الجنسين في قطاع غزة ضمن المبادرة التي تهدف إلى تنظيف شوارع القطاع، وتوعية الناس بأهمية النظافة، خاصة في الأماكن العامة.

المنسق العام لمبادرة "بلاش ع الأرض" أمل الكفارنة، تحدثت لـ"الكوفية" عن فكرة تلك المبادرة، قائلة "إنها جاءت من خلال أحد سائقي سيارات الأجرة حين شاهد مواطنًا يلقي القمامة في الشارع فقال له (بلاش ع الأرض)، في هذه اللحظة كان يركب السيارة المهندس أحمد الراعي، وحينها قرر الراعي تشكيل فريق عمل وقررنا البدء في المبادرة، التي قمنا بطرحها علي الدكتور أحمد حلس الذي بدوره تقدم لمؤسسة الإغاثة الإسلامية والتي وافقت علي تمويل المبادرة.

 وأضافت، بمجرد أن وصلنا قرار الإغاثة الإسلامية بقبول المبادرة، قمنا بتشكيل فريق العمل والذي يتكون من 50 شخصًا يشمل 15 منسقًا و35 متطوعًا، وبدأنا بالعمل بشكل فوري، وقمنا بعمل خطة للعمل راعينا خلالها ضرورة وصول المبادرة لكافة فئات ومستويات المواطنين في القطاع، وقمنا بترتيب الأفكار، وقررنا عقد عدة أنشطة بدأت بتدريب المتطوعين لمدة يومين على التوالي حيث تم تعريف المتطوعين بمعنى النفايات الصلبة وخطورتها، وقمنا بالعمل على مهارات الاتصال والتواصل التي يتمتع بها المتطوعون، ومن ثم بدأنا بالتحرك على الأرض من خلال حملة ميدانية أطلقنا عليها اسم "اليوم شارع بكرة وطن"، والتي تعنى أنك طالما سعيت لتنظيف وترتيب شوارع بلدك فانك حتما ستقوم غدا بالحفاظ على وطنك، ومن ثم قمنا بالتعاون مع بلدية غزة بالنزول إلى منطقة الشجاعية والتي قمنا بتنظيفها بالكامل، وفي اليوم الثالث قمنا بالنزول مرة أخرى إلى الشجاعية حيث ثم طلاء كافة ممرات المشاة هناك وقمنا كذلك بزراعة كافة المفترقات هناك ووضعنا حاويات مركبة للقمامة، وفي ختام المبادرة قمنا بعمل مسير بيئي بدأ من مفترق السرايا وانتهى في النادي البحري على شاطئ غزة، هذا المسير الذي شمل 100 شاب وفتاة والذين تم اختيارهم وفق شروط معينة من خلال تسجيلهم على رابط صفحتنا علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وخلال المسير البيئي كنا نقوم بتوعية المواطنين في الشارع بأهمية حملتنا، وشاهدنا مدى تجاوب الناس في الشارع مع الحملة وشعرنا أن القطاع بأمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرة ".

المشرف العام على المبادرة المهندس أحمد الراعي أكد لـ"الكوفية"، أن فكرة المبادرة تقوم على جهود شبابية وشعبية، بالتعاون مع مهندسين ومتطوعين، بهدف تحسين إدارة سلوك الناس تجاه النفايات الصلبة، وعدم إلقائها على الأرض في الشوارع.

وأضاف الراعي، أن "الحملة مدتها خمسة أيام، وانضم إليها عشرات الشباب الذين عبروا عن رغبتهم في العمل التطوعي في هذه المبادرات والمشاريع التي تدعم الوعي البيئي في القطاع، وأن المبادرة ستشمل تنظيف شارع السوق في منطقة حي الشجاعية، الحي الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه، إضافة إلى أنه مكان لتجمع آلاف المواطنين يوميًّا".

وأكمل، "اختيار سوق الشجاعية سيضمن تعريف الآلاف بالمبادرة، عندما يشاهدون الشباب المتطوعين وهم ينظفون السوق، وستوزع منشورات خاصة بالمبادرة وأهدافها"، مؤكدًا أن هذه المبادرات ستزيد من وعي الناس، وستغير سلوكهم تجاه قضايا البيئة".

وذكر الراعي، أن المبادرة لن تنتهي عند حي الشجاعية فقط، بل ستنتقل أيضًا لتستهدف منطقة الشمال: بيت حانون، وبيت لاهيا، وجباليا، وستشمل كذلك دعم عمال النظافة من أجل تنظيف الشوارع فيها، ورفع شعار: "بلاش ع الأرض".

من جانبه أكد الدكتور أحمد حلس المحاضر في جامعة الأزهر والخبير الاستشاري في قضايا المياه والبيئة، "لقد كانت المبادرة تؤكد على أنه بلا دور مميز للمواطن  ومن دون تكاتف جهود المواطنين للحفاظ على هذا الوطن؛ لن نتقدم خطوة واحدة ولا يمكن حل مشكلة النفايات الصلبة، خاصة بعد معاناة البلديات على مستوى القطاع من هذه المشكلة ، لذلك نلمس الدور المحوري للمواطن، وتم تسليط الضوء علي هذا الدور من خلال هذه المبادرة "بلاش ع الأرض" التي سلطت الضوء على دور المواطن وخطورة هذه المشكلة الصحية والبيئية، حيث أن النفايات الصلبة لها خطورة على حياة المواطن فهي تسبب تلوث بيني ينتج عنه مشاكل صحية وأمراض كثيرة بالإضافة إلى التلوث البصري وهذا كله لا يمثل شعبنا بوطنيته ونضاله وأخلاقه".   

وتابع حلس، لقد قمنا بتسليط الضوء علي هذه  الظاهرة، وقمنا بربط هذه الظاهرة بالحضن الذي يجمعنا ألا وهو الوطن، هذا الوطن الذي يعتبر ملكًا لنا جميعا لذلك رفعنا شعار "بلاش ع الأرض".  

وختم حلس حديثه، قائلًا إن "الممارسات البيئية التي يقوم بها البعض تعتبر ممارسات تخريبية وتدميريه وهذا يتنافى مع ثقافتنا ووطنيتنا خاصة وإن هذا الوطن ملك لنا جميعاً يجب علينا الحفاظ عليه، علينا أن نمارس وطنيتنا من خلال الحفاظ علي البيئة والوطن ".