بيروت: تواصلت الاحتجاجات في لبنان اليوم الجمعة، تضامنًا مع اللاجئين الفلسطينيين، رفضًا لقرار وزير العمل اللبناني، كمال أبو سليمان، بشأن عمل اللاجئين الفلسطينيين، وذلك في الوقت الذي واصل فيه اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، إضرابهم لليوم الخامس على التوالي، وأغلقوا بوابات المخيمات، احتجاجًا على منعهم من العمل في لبنان ورفع المتظاهرون شعاراً واحداً "نحن لاجئون ولسنا عمالاً".
صيدا
شهدت مدينة صيدا، أول حراك سياسي تضامني مع الشعب الفلسطيني، حيث تظاهر اللبنانيون استنكارا ورفضاً لإجراءات وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان، بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وذلك تحت شعار "جمعة فلسطين في صيدا"، وذلك في ساحة "الشهداء"، بعد صلاة الجمعة.
وانطلقت مسيرة سيارة حاشدة جابت شوارع المدينة، من الكورنيش البحري، ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية.

عين الحلوة
وشهد مخيم "عين الحلوة" تظاهرة حاشدة أمام مسجد "النور" بعد صلاة الجمعة، استنكاراً ورفضاً لقرار وزارة العمل، وتأكيد على استمرار الحراك السلمي الاحتجاجي بعد أربعة أيام من الإضراب العام والاقفال التام للمداخل ومحال المخيم التجارية وتوقف العمال عن العمل.

مخيم المية ومية
مخيم المية ومية شهد أيضًا تظاهرات حاشدة قام خلالها المتظاهرين بتوزيع زهور على عناصر الجيش اللبناني، تعبيرًا عن سلمية الفعاليات، كما شهد مخيمي نهر البارد، وحمل المشاركون الماء والحلوى ولافتات مطالبة بحقوقهم المدنية والانسانية للاجئين الفلسطينيين.

تحركات سلمية
المشرف العام على تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح في لبنان، العميد محمود عيسى اللينو، أكد على سلمية التحركات في مخيمات لبنان، مؤكداً أنها تأتي اعتراضًا على قرارات وزارة العمل، التي كان من شأنها إغلاق متاجر ومؤسسات يديرها فلسطينيون.
ووجه اللينو، الشباب المشاركين في التحرك، إلى ضرورة التزام السلمية، قائلًا "لسنا هنا للاعتداء على إخواننا اللبنانيين، ولا نخوض إضرابات واعتصامات من شأنها الإضرار بالبنى التحتية ومقومات الدولة اللبنانية، ولا نتظاهر ضد الحكومة، بل نتظاهر لإبداء اعتراضنا على قرار اتخذه وزير في الحكومة اللبنانية".
وطالب "اللينو" المشاركين في الاحتجاجات بعدم الانجرار إلى الدعوات المشبوهة الداعية للتخريب، والتي قال إنها تهدف الى إجهاض تحركات الشعبنا المحقة والعادلة، مشددًا على ضرورة احترام السيادة اللبنانية في كافة التحركات الاحتجاجية، وكذا احترام القوانين لانجاح المطالب.
النواب اللبناني يسقط القرار
أعلن مجلس النواب اللبناني، إلغاء قرار وزير العمل، كميل أبو سليمان، بحق العمال والتجار الفلسطينيين اللاجئين في لبنان.
وقال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري: إن موضوع القرار بشأن العمال الفلسطينيين انتهى، مؤكداً أن الوضع بالنسبة للاجئين الفلسطينيين سيعود كما كان في السابق.

إصلاحي فتح يرحب
رحب تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، بقرار مجلس النواب اللبناني بإلغاء قرار وزير العمل اللبناني بحق العمال الفلسطينيين، وعودة الوضع إلى ما كان عليه في السابق، واصفًا القرار بأنه انتصار للشعب اللبناني ووقوفه إلى جانب الحق الفلسطيني، في المحافل العربية والدولية وتمسكه بعدالة القضية الفلسطينية ومساندة حقوق شعبنا وعلى رأسها حق عودة اللاجئين.

وأكد تيار الاصلاح في بيان له أن "شعبنا الفلسطيني العظيم أثبت طوال الأيام الفائتة احترامه لسيادة لبنان على أراضيه، واحترام القوانين اللبنانية، وإنما سجل احتجاجاً على تطبيق قانون وزارة العمل الذي يخنقه ويطال لقمة عيشه، وظل مستمراً في حراكه حتى تحقيق مطالبه العادلة والمحقة".
وتابع: "اعتدنا مراعاة ظروف اللجوء القسري والاستثناء الذي يحصل عليه الفلسطيني على مر العقود من وزراء العمل المتعاقبين في لبنان".
وختم التيار بيانه بتقديم الشكر لدولة لبنان وشعبها العظيم، مؤكداً أن ذلك الموقف المشرف سيبقى محفوراً في ذاكرتنا الوطنية إلى الأبد.