غزة_محمد عابد: لم تترك المرأة الفلسطينية أي مجال من مجالات العمل إلا واقتحمته لتترك فيه بصمة خاصة بها, وتثبت جدارتها فيه، وقدرتها على التعامل معه بكفاءة تعادل كفاءة الرجال، هذا إن لم تتفوق على الرجل في كثير من الأحيان, من هذه المجالات كـ"عالم التكنولوجيا"، الذي يعد من أحدث التخصصات في وقتنا الراهن, فالعمل في مجال التكنولوجيا لم يحظ بالاهتمام الذي نشهده اليوم إلا في منتصف القرن العشرين، وقد تدرّج على سلّم أولويات المجتمع العالمي ليصبح من أهم التخصصات، سواء في مجال الاتصالات أو الكمبيوتر أو الانترنت, وغير ذلك من الأعمال الدقيقة ولم يعد العمل في التكنولوجيا دليلاً على الذكاء فقط، بل على القوة بسبب تجاوز نطاق انتشاره حدود الدول، لذا شكّل دخول المرأة الفلسطينية في قطاع غزة هذا المجال خطوة جريئة تستحق إلقاء الضوء عليها، لنعرف كيف استطاعت تلك المرأة اقتحام حصون التكنولوجيا.
استطاعت المرأة الفلسطينية تتخطى الظروف التي تمر بها
لقد استطاعت المرأة في قطاع غزة تخطي الظروف التي تمر بها، سواء الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فظهر دورها جلياً في مجال البرمجيات وريادة الأعمال التكنولوجية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات, وأخيراً كنوع من أنواع مواكبة التطور التكنولوجي بدأت بعض الفتيات من قطاع غزة بصناعة وإخراج وإنتاج أفلام قصيرة تعالج العديد من القضايا التي يعيشها مجتمعنا الفلسطيني, ليتم عرضها في معارض ضخمة وكذلك يتم تسويق البعض منها وترشيحها لمسابقات خارج القطاع, في محاولة من أولئك الفتيات إيصال رسالة للعالم الخارجي, مفادها أن قطاع غزة قادرا علي صناعة المستحيل بالرغم من كل الظروف التي يعيشها, كأحد تلك الأمثلة الشابة "علا زعرب" من جنوب قطاع غزة, (أول صانعة أفلام موبايل في مدينة رفح), قناة "الكوفية" التقت بـ"علا زعرب" والتي تحدثت عن فكرة صناعة أفلام الموبايل وكيفية عمل مونتاج خاص بها, وإخراجها والعديد من الموضوعات الخاصة بهذا الموضوع, خلال هذا اللقاء الذي أجرته معها قناة "الكوفية".
صناعة أفلام وثائقية عن طريق الموبايل
علا زعرب تخرجت من جامعة الأقصى, قبل أربعة أعوام, لتصطف بجانب طوابير الخريجين الذين سُجلت أسمائهم في كشوف البطالة المستشرية في قطاع غزة, ولكنها لم تستسلم لهذا الواقع والتحقت في تدريب لصناعة أفلام الوثائقية عن طريق الموبايل, من خلال التسجيل عبر صفحة ملتقي إعلاميات الجنوب والذي تتابعه علا بشغف علها تحصل علي فرصة عمل, هذا التدريب الذي كان برعاية مركز شئون المرأة في مدينة غزة, لتخضع لدورة مكثفة في التصوير والمونتاج والإخراج, ونظرا لتفوق علا في هذه الدورة طُلب منها اختيار فكرة فيلم وثائقي لتباشر العمل عليها, فقررت اختيار فكرة, عبير الهركلي التي تقود أول فرقة للدبكة الشعبية على الكراسي المتحرّكة، مكونة من عشرة أفراد كلهم من الأشخاص ذوي الإعاقة.
فيلم قصير يتحدث عن قصة نجاح ذوي الإعاقة
وعن سبب اختيار هذه الفكرة قالت عُلا لـ"الكوفية" أنها:" قررت العمل علي هذه الفكرة خصوصا أن هؤلاء الأشخاص ذوي الإعاقة من وجهة نظري مجهولين بالنسبة لمجتمعنا, لا أحد يعطيهم اهتمامه, ولا يتابع قضاياهم ومشكلاتهم, لذلك قررت أن أسلط الضوء عليهم من خلال فيلم قصيرة يتحدث عن قصة نجاح أولئك الأشخاص, وإيصال رسالتهم التي تقول أن الإعاقة ليست إعاقة الجسد بل إعاقة الفكر".
وتحدثت عُلا عن الفيلم الخاص بها وقالت:" لقد باشرت التصوير أنا وزميلتي ألاء عبد الوهاب، حيث قمنا بتصوير الفيلم بالموبايل الخاص بنا, وقمنا بأخذ عدة شوتات وصور, حيث استمر التصوير من 5 إلي 6 ساعات متواصلة, وقمنا بعمل مونتاج خاص بالفيلم, وقمنا بتسليم الفيلم قبل الموعد النهائي بيوم واحد فقط, ليتم بعد أيام قليلة إخبارهم بأنه تم اختيار الفيلم الخاص بها للدخول في مسابقة خاصة بصناعة الأفلام عبر الموبايل في مركز شئون المرأة".
شعور جميل جداً حين تم التواصل معنا ووصلنا قرار اختيار الفيلم الخاص بنا ضمن الأفلام المشاركة في المسابقة, خاصة وأننا تعبنا في التصوير خصوصاً أن أحد المشاركين في فرقة الدبكة كان من طلبة الثانوية العامة، وكلما حددنا موعد للتصوير كان يعتذر لانشغاله بالدراسة".
أبحث عن التميز في صناعة الأفلام
وتتابع عُلا أن غالبية الصحفيين يقوموا بعمل تقارير عبر الموبايل ولكن قليل جدا من يقوم بعمل أفلام عبر الموبايل, وهذا ما جعلني أبحث عن التميز في صناعة الأفلام عبر الموبايل عن طريق برنامج Kmaster وهذا سبب نجاح ورواج الفيلم الذي قمت بالعمل عليه".
بصدد إنتاج وتصوير فيلم يتحدث عن الابتزاز الالكتروني
وأردفت زعرب أنها بصدد إنتاج وتصوير فيلم يتحدث عن الابتزاز الالكتروني, وستهتم في أفلامها القادمة بالتحديد في ذوي الإعاقة لإيصال صوتهم للعالم كله, كما وتمنت زعرب أن تصل إلي العالمية من خلال صناعتها لأفلام تهم المجتمع وتسعي لتغير وجهة نظر العالم الخارجي عن قطاع غزة.