خاص|| بالفيديو والصور: "جفرا".. فريق شبابي يسعى لإعادة إحياء التراث الفلسطيني
نشر بتاريخ: 2019/09/28 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 22:12)

غزة - محمد عابد: تعتبر "الدبكة الشعبية" جزءًا لا يتجزأ من تراثنا الشعبي الفلسطيني، تلك الدبكة التي تُعبر عن طباع الناس وعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية وحياتهم الشعبية، وتشكل حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، وهي الإرث الذي يتناقله الأبناء عن الآباء والأجداد بكلماته وألحانه.

وكانت الدبكة الشعبية، بمثابة آلة تصوير تنقل صور الأرض وما عليها، فصورت لنا الطبيعة الجميلة ورسمت لنا ملامح الإنسان الفلسطيني، ولا تُعد أغاني الدبكة الشعبية الفلسطينية مجرد تراث فني، بل إنها تتعدى هذا المفهوم، كونها ترتبط بالأرض والأحداث والمناسبات، حلوها ومرها عبر تاريخ رسمته سلسلة طويلة من محطات المعاناة والفرح.

على أنغام "الميجانا" و"الدلعونا" تتدرب فرقة جفرا للفنون الشعبية بأقل الإمكانيات الموجودة لديهم، هم مجموعة من الأصدقاء، يحاولون خلق فرصة ومساحة لهم في هذا المكان المتآكل، على حد وصفهم، لقطاع غزة.


محمود أبو سعدة، مدرب فرقة جفرا للفلكلور الشعبي، تحدث لـ"الكوفية" عن فكرة إنشاء الفرقة، فقال "جاءت فكرة الفرقة من خلال تجمعنا كعددٍ من الشباب لديهم فكرة، جمعنا حب التراث الفلسطيني، أردنا أن نوصل فكرة الشباب المحافظ على تراثه الأصيل، خاصة وان وطننا يتعرض لعدة محاولاتٍ بهدف طمس هويتنا الفلسطينية، فاتفقنا على تشكيل الفرقة منذ قرابة 7 شهور، وصل عدد أعضائها إلى الآن 9 شبان و7 فتيات، وقمنا بتشكيل فرقة من الأطفال أيضًا تضم 10 أطفال من كلا الجنسين، وبدأنا نسخر كل جهودنا للارتقاء البفكر.


تحديات
وأضاف أبو سعدة، أن فرقته واجهت عدة تحديات، أولها عدم توافر مكان لإجراء التدريبات والبروفات، وعدم وجود زي موحد للفرقة، مشيرًا إلى أنهم نجحوا مؤخرًا في الحصول على موافقة إحدى الجمعيات لاستضافة تدريبات الفرقة، والجمعية مشكورة وفرت المكان، ولكن للأسف هو ضيق جدًا ولا يتناسب مع عدد أعضاء الفرقة.

وتابع أبو سعدة، أن "انطلاقة الفرقة كانت من خلال عمل عرض دبكة مميز في منطقة ميناء غزة، ولكن العائق الوحيد كان حين منعت الأجهزة الأمنية العرض وذلك بمنع تصوير العرض، بحجة عدم الحصول على تصريح بالتصوير، ولكن بالرغم من تلك المضايقات والمنع إلا أن العرض قد تم إنجازه علي أكمل وجه ولاقى نجاحًا في مكانه ولكنه لم يحظى بتغطية إعلامية مناسبة".


أزمة القبول المجتمعي

من جانبه تحدث سائد كفينة، أحد أعضاء إدارة فريق الدبكة لـ"الكوفية" عن الصعوبات التي واجهتهم خلال تشكيل الفريق، فقال "أولى المشكلات التي واجهتنا هي أننا نعيش في مجتمع شرقي محافظ نوعا ما، خاصة وأن فريقنا بحاجة إلى فتيات للعمل معنا، ولكن لثقة الناس بنا استطعنا تخطي هذه العقبة، وكانت العقبة الثانية في تقبل المجتمع لنا كفرقة جديدة، وكذلك مدى تقبّل الفرق الأخرى لفريق ناشيء كمنافس جديد على الساحة الفنية، وهناك البعض حاول استغلال الفرقة لصالحه ولكننا بوعينا تمكنا من تجاوز هذه العقبة".

وتمنى كل من سائد كفينة ومحمود أبو سعدة، أن تصل فرقتهم الفنية إلى العالمية من خلال أدائهم المتميز والرائع، والمشاركة في عروض دبكة عالمية ليتمكنوا من رفع اسم فلسطين عاليا، وأن يكونوا على قدر ثقة الجمهور الفلسطيني.