خاص بالفيديو|| المستشفى المركزي.. حلم رفح المفقود فهل من مجيب؟
نشر بتاريخ: 2019/10/05 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 17:24)

غزة _ عمرو طبش

مجددُا خرجت جماهير مدينة رفح للمطالبة بإنشاء مستشفى مركزي بالمدينة التي تقع جنوب قطاع غزة، يكون قادرًا على استيعاب أعداد المدينة التي تقع على مساحة 64 كيلو متر ويبلغ عدد سكانها 245 ألف نسمة، موزعين على 15 حي سكني.

الأهالي أكدوا في تصريحات لـ"الكوفية" أنه رغم الكثافة السكانية العالية في المدينة وتقديمها العديد من الشهداء، إلا أنه من الملاحظ وجود تقصير من الجميع في تلبية مطالبها وحقوقها.

مئات الشهداء

تعرضت "غزة" لثلاثة حروب خلال أقل من 7 سنوات ما أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء وسقوط عشرات آلاف الجرحى وتضرر المستشفيات بمبانيها ومقراتها، ومع هذه الحروب وأحداث مسيرات العودة امتلأت المستشفيات حتى لم تعد تستقبل المرضى نظرا للأعداد الهائلة التي تصلها، وفي ظل هذه الأحداث طالب أهالي مدينة رفح بمستشفى يستوعب جرحاهم ومرضاهم وشهدائهم.

مستوصف لا يكفي للمرضى

رغم وجود مستوصف أبو يوسف النجار في المدينة والذي تم تحويله إلى مستشفى طوارئ إلا أنه لا يستوعب الأعداد الهائلة التي تصله ولا يقدم جميع العلاجات ما قد يؤدي إلى وفاة الجريح ليس نتيجة خطورة الإصابة لكن نتيجة عدم توافر مستشفى.

مطالبات

خرج آلاف الموطنين عدة مرات في مدينة رفح مطالبين بإقامة مستفى رفح المركزي، مؤكدين أن رفح تعاني من نقص المستشفيات، وهو ما يظهر وقت الحروب والقصف على قطاع غزة.

وأكد المواطنون أن أنهم توجهوا بطلبات لوزارة الاسكان لتخصيص قطعة أرض لا تقل عن 50 دونم لانشاء المستشفى المركزي عليها، إلا أنه لم يتم تنفيذ هذا الطلب حتى اللحظة.

الموت قبل الوصل للمستشفى

المواطن محمد قشطة، انتقد الأوضاع الصحية في المدينة قائلاً: "ايش معنى مدينة رفح.. ايش المطلوب ايش نضحى".

وأوضح لـ"الكوفية" أن "المستشفى الوحيد الذي كان يأوي إلى السكان في رفح تم اجتياحه واغلاقه، ما تسبب في سقوط عشرات الشهداء، خاصة أن أي إصابة يتم تحويلها إلى مستشفى آخر وعادة ما تموت قبل وصولها المستشفى.

مطلب شعبي

النائب في المجلس التشريعي أشرف جمعة، أكد في تصريحات لـ"الكوفية" أن مطلب بناء مستشفى مركزي، في مدينة رفح هو مطلب شعبي وحق المدينة، مبينا أن بالرغم من الحراك الذي قام به العديد من أهالي محافظة رفح إلا أن النتائج هذه اللحظة ترواح مكانها.

وأكد أن سبب عدم إنشاء مستشفى في مدينة رفح هو المناكفات السياسية التي ما زالت تسيطر على المشهد الفلسطيني.

وشدد على خروج أهالي مدينة رفح من أطفال وشباب وشيوخ ونساء بمشاركة جماعية للمطالبة ببناء مستشفى جديد لتشكيل لوبي ضاغط على المسؤولين لإنشاء المستشفى.

وأكد "جمعة" أن ما يحدث الآن في رفح هو خروج مجموعات قليلة ولا تكفي برؤيتها، وغير كافية.
لا حياة لمن تنادي

يوسف أبوكوش، أحد وجهاء ومخاتير مدينة رفح، أكد لـ"الكوفية" أنهم نظموا عدة وقفات في كل مكان بالمدينة للمطالبة بإنشاء مستشفى مركزي يضم جميع التخصصات، ولكن لم يجدوا أي استجابة من المسؤولين، موضحًا أن الوضع في القطاع أصبح صعبًا، والحاجة أصبحت متزايدة لإنشاء مستشفى مركزي.

وناشد "أبوكوش" المسؤولين للمجيئ إلى مدينة رفح، لرؤية حالة المرضى، الذين باتوا يفترشون الشوارع، بسبب الضغط الكبير في مستشفى أبويوسف النجار.

كارثة

مدير مستشفى أبو يوسف النجار الدكتور عاطف الحوت، كشف لـ"الكوفية" عن كارثة كبيرة، مؤكدًا أن رفح هي المحافظة الوحيدة في قطاع غزة التي لا يوجد بها قسم للقلب على الرغم من أن احصائية وزارة الصحة أكدت أن أعلى نسبة للوفيات كانت بسبب هذا المرض، ورغم ذلك فإن "رفح" تفتقر لهذه الخدمة.

وأوضح أن "قدرة المستشفى الاستيعابية هي 65  سريرًا فقط، وهي بالطبع لا تكفي لخدمة سكان رفح في الحالات العادية، فما بالكم في حالات الطوارئ".

وأكد أن مستشفى أبو يوسف النجار "يعاني نقصًا حادًا في الكوادر البشرية المؤهلة لعلاج المرضى من أطباء وممرضين، بالإضافة إلى أنه غير مؤهل لتقديم خدمة علاجية متكاملة لما يقارب ربع مليون نسمة من سكان رفح بسبب صغر مساحته وضعف إمكاناته.

وطالب "الحوت" بإنشاء مستشفى مركزي في رفح يضم 250  سرير، على أقل تقدير، ليفى باحتياجات محافظة رفح، في تلقي خدمة علاجية جيدة.

وبرزت الحاجة لإنشاء مستشفى مركزي برفح خلال العدوان الأخير على القطاع، خاصة بعد ازدياد أعداد الجرحى بشكل كبير، مما كشف عجز مستشفى أبو يوسف النجار عن استقبالهم، ما دفع إدارة المستشفى لتحويل معظم الإصابات لمستشفيات مدينة خانيونس، الأمر الذي تسبب في استشهاد العديد من المواطنين قبل الوصول للمستشفى.