خاص بالفيديو|| الطقس والإهمال.. قاتلان أودى بحياة الطفل يوسف البلبيسي
نشر بتاريخ: 2019/10/29 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 13:57)

غزة- عمرو طبش: مع أول منخفض جوي يضرب قطاع غزة، فقدت أسرة بسيطة طفلها في مشهد هو الأقسى من نوعه، حيث مثّل مصرع الطفل يوسف البلبيسي، إثر صاعقة كهربائية ألمت به صورة مؤلمة، في حين شاهد الجميع موته دون القدرة على إنقاذه.

استهتار بحياة المواطنين.. من المسؤول؟

والدة الطفل يوسف البلبيسي، تروي لـ"الكوفية"، تفاصيل موت طلفها قائلةً، "تلقينا اتصالا من مواطنين أبلغونا أن يوسف في المستشفى، وتوجهنا إلى هناك، وعند وصلولنا أخبرونا بأنه توفي بصاعقة كهربائية"، وأضافت، بينما الدموع تسبق كلماتها "يوسف الذي يبلغ من العمر 16عاما غادر عمله (كهربائي سيارات)، وعند وصوله محطة الريفي أصيب بصعقة كهربائية بسبب أحد الأسلاك المكشوفة (العارية) الممتدة بالمنطقة وسقوطه بمستنقع مائي".

ونوهت البلبيسي إلى أن مسؤولي الإسعاف والشرطة قد وصلوا للمكان لكنهم لم يستطيعوا إنقاذ ابنها بسبب تأخير وصول شركة الكهرباء لفصل الخطوط وإنقاذ ابنها، مشيرة إلى أنها تحمل المسؤولية للشركة بسبب التأخير والإهمال في وصولها للمكان.

وأوضحت، أن ابنها بقي ملقيا على الأرض لأكثر من ساعة، بينما جسمه يرتج بسبب استمرار الكهرباء بالخطوط في ظل تساقط الأمطار، حيث حاول المواطنون إنقاذه ولكنهم لم يستطيعوا.

شركة الكهرباء تستنكر الاتهامات الموجهة لها

من جهته قال الناطق باسم شركة توزيع كهرباء غزة محمد ثابت، أن مركز الاستعلامات التابع للشركة تلقى اتصالا من غرفة العمليات المركزية التابعة لوزارة الداخلية في تمام الساعة الخامسة وسبع وعشرين دقيقة، يفيد بوقوع حادث بشارع النفق في غزة.

وأكد ثابت، أن وصول طواقم الشركة استغرق 12 دقيقة بعد الاتصال إلى المكان، وأنه فور وصول الطواقم تم نقل الطفل إلى المشفى، حيث تعاملت الشركة مع الخطوط وعزلها عن الأعمدة.

وأضاف ثابت، في ظل وجود الأجهزة الأمنية تم الكشف عن سبب الماس الكهربائي، وتبين أن هناك بعض كوابل للمشتركين كانت تتلامس مع سلك حديدي يحمل كوابل أخرى للمشتركين مع هطول المطر فأحدث ماسا كهربائيا.

بيوت هشة للأسر المستورة.. "هالة زعرب" كادت أن تكون ضحية

في السياق ذاته، تعرض سقف أحد منازل مدينة رفح للسقوط، حيث أصيبت الطفلة هالة زعرب بكدمات في رأسها ويدها، وقالت والدة الطفلة، إن "طفلتها كانت تدرس داخل المنزل وفجأة سمع أهلها صوت انهيار للسقف، حيث توجهوا إلى الغرفة الموجودة بها وتم إخراجها بعد سقوط السقف (اسبستوس) عليها".

وأضافت، لـ"الكوفية"، أن الإسعافات والدفاع المدني وصلا إلى المكان على الفور، ونقلت الطفلة إلى المشفى لتلقي العلاج.

وطالبت والدة الطفلة بالنظر إليهم بعين الرحمة، وخاصة أنهم يعانون من وضع اقتصادي صعب.

الدفاع المدني: تم إخلاء المنزل بالكامل

من جانبه قال النقيب في الدفاع المدني محمد الحجور، لـ"الكوفية"، إن طواقم الانقاذ خرجت على الفور بعد تلقيها اتصال، ووصلت إلى المكان وتم التعامل مع الحدث وإخراج الطفلة ونقلها عبر سيارة إسعاف للمستشفى وإخلاء المنزل من المواطنين.

معاناة للعام الـ40 على التوالي ووعود في مهب الريح

أما في محافظة خانيونس، فالمشهد لا يزال متكررا، حيث إن "منطقة الوافية بـ(جورة العقاد) والتي تستمر معاناتها في كل فصل شتاء منذ أعوام طويلة ولم يتم حل أزمتهم".

المواطن سامي أبوبطنين يؤكد لـ"الكوفية"، أن منطقة العقاد أصبحت مجمعا لمياه الشتاء والتي تأتي من عدة مناطق وتصب بمنطقتهم، مشيرا، أنه في حال استمرار سقوط الأمطار فإن المنطقة ستشهد أزمة كبيرة، موضحا أن أهل الحي قاموا بإغلاق المنطقة لمطالبة المسؤولين بالوقوف امام مسؤولياتهم تجاه هذه المنطقة.

وأكد أبو بطنين، أنهم طالبوا رئيس بلدية خانيونس بالتوجه للمنطقة للاطلاع وحل مشكلتهم، مؤكدا، أن "رئيس البلدية وعدهم بحل هذه المشكلة في شهر مارس من العام الماضي ولكن لم يتم حلها حتى يومنا هذا".

من جانبه قال المواطن يوسف وافي لـ"الكوفية"، أن الأمطار أغرقت العديد من منازل المواطنين في المنطقة، مطالبا المسؤولين ورئيس البلدية المهندس علاء الدين البطة بحل مشكلتهم التي يعانون منها منذ أربعين عاما.

في ذات السياق قال المواطن محمود وافي لـ"الكوفية"، إن "جميع رؤوساء بلدية خانيونس خلال فترة توليهم وعدوا بحل مشكلتهم ولكن دون جدوى، مطالبا بلدية خانيونس بتعبيد شارع الوافية خاصة، وأن نساء وأطفال المنطقة يعانون من السير في هذا الشارع".

رئيس البلدية يعتذر

بدوره أوضح رئيس بلدية خانيونس المهندس علاء الدين البطة لـ"الكوفية" أن البلدية شرعت منذ حوالي شهر بتشكيل لجنة طوارئ تحسبا واستعدادا لموسم الشتاء.

واعتذر البطة لأهالي منطقة الوفية بجورة العقاد، عن التأخير في تنفيذ المشروع الذي سينهي أزمتهم، ويبشرهم أن المشروع تم اعتماده قبل عدة أيام.

وأكد رئيس البلدية، أنه سيتم البدء بالمشروع بعد انتهاء فصل الشتاء الحالي، وذلك بسبب عدم المقدرة بتنفيذه بظل الأجواء الماطرة، خاصة وأنه يستغرق جهدا ووقتا كبيرا.
وفاة البلبيسي ضحية.. رسالة ووجع

هل سيكون موت الطفل البلبيسي رسالة واضحة للمسؤولين لوقف سلسلة الوفيات إثر الأزمات المتتالية في كل فصل شتاء، أم ستشهد مزيدا من الحالات والدمار لشعب أنهكه الواقع، لا سيما ونحن نعاني الأمرّين بسبب الانقسام الفلسطيني الذي قضى على كل معالم الحياة في غزة.