فروانة: قضية الأسرى بحاجة إلى إعلام قوي ينتصر لعدالتها ويؤثر على الرأي العام
نشر بتاريخ: 2019/11/04 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 21:39)

غزة: قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني والمختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، إن "العالم لم يعرف يوماً قوة ذات تأثير ونفوذ أعظم مما يتمتع به الإعلام في هذا الزمن، وبدون اعلام قوي تبقى القضية تراوح مكانها، بغض النظر عن درجة عدالتها، وقضية الأسرى هي واحدة من أبرز القضايا عدالة، وهي بحاجة إلى إعلام قوي ينتصر لعدالتها، ويؤثر على وعي الآخرين ويساهم في صياغة الرأي العام، محليا كان أو إقليميا بل وحتى دولياً".

وأضاف فروانة، ضمن ورقة عمل بعنوان، الثورة الجزائرية والعلاقات التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والجزائري ودور الإعلام الجزائري في استنهاض قضية الأسرى، قدمها اليوم الإثنين، خلال مؤتمر نظمته مفوضية الشهداء والأسرى بحركة فتح وجمعية الإخوة الفلسطينية - الجزائرية في جامعة الأزهر بغزة، بعنوان: دور الإعلام في دعم قضية الأسرى "الإعلام الجزائري نموذجاً". وستنشر الورقة كاملة ضمن ملحق خاص في أوقات لاحقة اليوم الأحد، أن الإعلام لا يصنع حدثاً، ولا يخلق صورة من فراغ، بل إنه يتلمس ما يحدث على أرض الواقع وينقل ما يصله من المعنيين، دون إنكار قدرته على التأثير على المتلقي. وهذا يعني أن الإعلام يؤثر ويتأثر في آن واحد، وهذا يقودنا إلى التأكيد على أهمية الترابط ما بين الإعلام والتوثيق ومضمون خطاب المؤسسات والشخصيات المختصة والفعل الميداني المؤثر.

وأشاد فروانة، بالعلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الفلسطيني والجزائري وبما قدمته وتقدمه الجزائر الشقيقة بلد المليون ونصف المليون شهيد، من دعم وإسناد للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بشكل عام، وما يقدمه الإعلام الجزائري من دعم مميز لقضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص، مسجلا تجربة إعلامية استثنائية ومميزة تستحق الإشادة والتقدير.

وأوضح فروانة، بأن نجاح التجربة الإعلامية في الصحف الورقية الجزائرية نصرة للأسرى الفلسطينيين، دفعت وسائل الإعلام الأخرى وخاصة المرئية والمسموعة إلى تخصيص مساحات أكبر لنقل أخبار الأسرى ضمن برامجها ونشراتها الإخبارية، مما ساعد وساهم بشكل كبير في تعزيز حضور قضية الأسرى وتسليط الضوء على ملفاتها المختلفة في الجزائر الشقيقة، والتأثير على الرأي العام وتوسيع دائرة المتضامنين مع الأسرى.

وأشار فروانة إلى مجموعة من العوامل التي ساهمت في إنجاح التجربة الإعلامية في الجزائر وأبرزها: العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الجزائري والفلسطيني، ورعاية التجربة ودعمها من قبل مسؤولي المؤسسات الاعلامية الجزائرية، وإخلاص الإعلاميين الجزائريين لقضية الأسرى باعتبارها جزءا أساسياً من كفاح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ووجود حاضنة فلسطينية رسمية ممثلة بسفارة دول فلسطين في الجزائر وسفرائها المتعاقبين ونخبة من الإعلاميين الفلسطينيين وفي مقدمتهم الأخ خالد عز الدين، مسؤول ملف الأسرى في السفارة، والمساهمة الفاعلة من قبل مؤسسات الأسرى في فلسطين، هيئة شؤون الأسرى والمحررين (وزارة الأسرى سابقا) ونادي الأسير الفلسطيني، والعديد من المختصين والكتاب والاعلاميين.

وأكد فروانة، على أن الترابط الوثيق بين كافة العوامل، شكّل سر نجاح التجربة الإعلامية في الجزائر، وأن المطالبة باستنساخ التجربة ونقلها إلى عواصم عربية أخرى، تحتاج إلى توفير عوامل مشابه، لضمان نجاحها.

وقدم فروانة، في ختام ورقته مجموعة من التوصيات والمقترحات إلى منظمي المؤتمر والتي تناولها البيان الختامي للمؤتمر.

وفي الختام قدم فروانة بعميق شكره وتقديره لمنظمي المؤتمر، مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى في حركة فتح، وجمعية الإخوة الفلسطينية- الجزائرية، ولجامعة الأزهر بغزة، ولكل الإخوة الذين ساهموا في نجاحه، ولكل من حضر وشارك ولكافة وسائل الإعلام الجزائرية والفلسطينية التي شاركت في تغطيته.