الكوفية - عمرو طبش: يجلس الأربعيني صلاح قديح، على مقعد خشبي صغير قابضًا على الطين ليخلطه بالقش وقليل من الإسمنت ليصنع منها أفران الطينة القديمة، التي تعد أحد أشكال التراث الفلسطيني، يعرضه أمام منزله الذي أصبح مكانًا لعرض جميع أفران الطينة بغرض البيع.
يعتمد عدد من المواطنين في مدينة خان يونس على أفران الطينة، التي تصنع محليًا لإعداد الخبز والطعام، المواطن صلاح قديح اعتاد على صناعة الأفران منذ 20 عاما.
يقول صلاح قديح خلال حديثه مع مراسل "الكوفية"، أنه ورث مهنة صناعة الأفران من جدته ووالدته بعد جلوسه الدائم بجوارهن أثناء عملية الصناعة، حيث كان ينظر بشكل دقيق على حركات يديهن في خلط القش مع الطين لبناء الفرن بشكل سليم.

ويضيف قديح، أنه عندما اكتسب الخبرة بشكل كامل بدأ في صناعة أول فرن طينة الى جارته التي تقطن بجواره بميلغ 90 شيقل، حيث كانت بداية خير في مشروعه الذي لا يزال مستمرًا منذ ٢٠ عاما.
ويتابع، أنه يمارس عمله بكل بشكل يومي في صناعة الأفران للزبائن بأسرع وقت ممكن وبأعلى جودة، خاصة أنه يلاقي إقبالا شديدا من المواطنين من مختلف أماكن القطاع.
ويوضح قديح، أن سعر الفرن الطيني الواحد قد يبلغ 30 دولارًا، مما زاد الإقبال على الأفران واستخدامها من جديد نظرا للأ وضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة وانقطاع الكهرباء والغاز على قطاع غزة.
ويشير الى أن وجود الفرن أساسي في المناطق الشرقية بمدينة خانيونس تمسكا بعادات وتقاليد الآباء والأجداد.

ويقول قديح، إن "أغلب سكان المنطقة ما بيشتروا خبر من المخابر لعدم الاستطعام بطعمه، ويفضلون ويرغبون بالخبر البلدي الذي يصنع على أفران الطينة".
ويبين، أن أفران الطينة لها القدرة على استيعاب كميات كبيرة من الخبز والطعام حسب حجم الفرن مقارنة بأفران الغاز والكهرباء التي لا تتسع لنفس الكمية"، وترى أن العائلات الكبيرة تحتاج إلى مثل هذه الأفران الاقتصادية، خاصة أنها لا تحتاج إلا لبعض الحطب.
ويوضح قديح، أن فرن الطينة الواحد يحتاج إلى مواد خام حتى يقوم بصناعته بشكل قوي منها "الإسمنت، الحصمى، الحديد، الرمل، الطينة، القش، الماء".

ويشير، إلى أنه من الصعب على أي شخص العمل في هذه المهنة، وخاصة في عجن الطينة مع القش لأنها تحتاج الى خبرة طويلة.
ويقول قديح، إنه يجد متعة في استخدام فرن الطينة الخاص به لطهي المأكولات وصناعة الحلوى والبيتزا، إذ أنه يُكسِب المخبوزات نهكةً خاصة، إضافة إلى عدم استغراق إعدادها لوقت طويل.
