غزة – عمرو طبش: يجلس المزارع الفلسطيني ماهر أبو دقة يراقب شتلات الورد الطبيعي الملونة بنظرات الحسرة والألم، بعد تلفها وتحوّلها إلى طعام للدواب بسبب فيروس كورونا الذي احتل العالم أجمع، بعد أن كانت قبل أعوام تكسوها ألوان الأمل والحياة، حيث تشتم بكل جوانبها رائحة الأزهار العطرة مع هبوب الرياح الجميلة في فصل الربيع.
الورود أصبحت طعاما للأغنام والأبقار
المزارع "أبو دقة" يُعتبر من أهم تجار "الزهور" في قطاع غزة، يمتلك عشرات الدونمات الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، التي تنتج في العام الواحد آلاف الأزهار الجميلة التي يتم توريدها إلى جميع المحافظات الجنوبية في الأسواق المحلية بقطاع غزة.
"الورد بنطعمه للأغنام والأبقار"، بهذه الكلمات القاسية بدأ المزارع "أبو دقة" يروي لـ"الكوفية" تفاصيل معاناته مع زراعة الزهور، مؤكدً أن جميع منتج الأزهار الملونة لهذا العام وضعه طعاما للأغنام والأبقار، بعد إعلان حالة الطوارئ في قطاع غزة والالتزام بالحجر المنزلي بسبب وباء كورونا "كوفيد 19" الذي انتشر في فلسطين.
إتلاف ما يقارب 5 آلاف زهرة يوميا
ويوضح أبو دقة، أنه يتم زراعة الزهور في شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول على أن يتم إنتاج كميات كبيرة من الزهور في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان، حتى يبيعها في الأسواق المحلية وللمحلات التجارية المتخصصة في بيع الورد.
ويضيف، أن مشاتله تحتوي على أكثر من 10 أصناف من الأزهار منها "سرداقو، جوري، لوندا، أستر"، مؤكدا أنه يقوم بإنتاج كمية محدودة بشكل سنوي حسب احتياج السوق المحلية.
ويشير أبو دقة، إلى أنه منذ بداية شهر مارس/آذار للعام الجاري، يقوم بإتلاف ما يقارب 5 آلاف زهرة يوميا، بسبب إغلاق جميع المحلات التي تختص ببيع الورد، بعد توقف جميع المناسبات، وانعدام الإقبال عليها، في ظل جائحة كورونا.
ويتابع أنه بعد إتلاف المنتج بشكل كامل دون الاستفادة منه يتعرض لخسارة كبيرة، خاصة أن لديه العديد من الالتزامات المالية للتجار "الأسمدة والمبيدات الحشرية" والعمال التي يجب دفعها.
مناشدة إلى وزارة الزراعة ومؤسسات المجتمع المدني
ويواصل أبو دقة، أن جائحة كورونا تسببت بوقف أكثر من 10 عمال عن العمل داخل مشاتل الزهور، خاصة أنهم يعولون أسرهم بشكل كامل.
وناشد أبو دقة، وزارة الزراعة ومؤسسات المجتمع المدني بالضرورة القصوى في العمل على تعويض التجار المتضررين، والوقوف بجانبهم في هذه المحنة، خاصة أن جميع التجار لديهم عائلات يعيلونها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.