العثور على كنز يعود للعصر العباسي في قرية يبنا الفلسطينية المهجرة
نشر بتاريخ: 2020/08/25 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 14:08)

رام الله: أعلنت هيئة الآثار الإسرائيلية، اليوم الإثنين، العثور على كنز ذهبي نادر من العملات المعدنية، يعود للخلافة العباسية وذلك خلال حفريات أجرتها في قرية يبنا المهجرة قضاء الرملة.

وأشارت الهيئة إلى أن الكنز النادر من العصر العباسي، ويعود تاريخه إلى ما يقرب من 1100 عام.

ووفقا لمديري الحفريات، ليات نداف زيف والدكتور إيلي حداد، من هيئة الآثار، فإن "الكنز المدفون عمدا في الأرض في جرة خزفية، ويحتوي على 425 قطعة نقدية ذهبية، يعود معظمها إلى العصر العباسي. ويفترض أن يكون الشخص الذي دفن هذا الكنز منذ 1100 عام، توقع استرداده، حيث قام بتأمين الإناء بمسمار حتى لا يتحرك، ولا يسعنا إلا أن نخمن ما منعه من العودة لجمع هذا الكنز".

وقال علماء الآثار: "إن العثور على عملات ذهبية، وبهذه الكمية الكبيرة، من المؤكد أنه أمر نادر للغاية. لم نجده أبدا في الحفريات الأثرية، نظرا لأن الذهب كان دائما ذا قيمة عالية، ويتم صهره وإعادة استخدامه من جيل إلى جيل. وهذه العملات المعدنية المصنوعة من الذهب الخالص والتي لا تتأكسد في الهواء، تبدو في حالة ممتازة، وكأنها دفنت في اليوم السابق. وقد يشير اكتشافها إلى أن التجارة الدولية تمت بين سكان المنطقة والمناطق النائية".

وأشاروا إلى أن: "من النادر للغاية العثور على كنوز من العصر العباسي. العملات مصنوعة من الذهب الخالص، 24 قيراطا، ويبلغ الوزن الإجمالي للكنز حوالي 845 غ من الذهب الخالص، وهو مبلغ كبير من المال في تلك الأيام. وعلى سبيل المثال، يمكن لأي شخص شراء منزل فخم في أحد أفضل أحياء الفسطاط، عاصمة مصر الثرية الهائلة في تلك الأيام".

 

وتابعوا: "من الفحص الأولي للقطع النقدية، فإن تاريخ معظمها يعود إلى نهاية القرن التاسع الميلادي. وكانت المنطقة في هذه الفترة جزءا من الخلافة العباسية الواسعة الممتدة من بلاد فارس في الشرق إلى شمال إفريقيا في الغرب، وكان مركز حكومتها في بغداد".

وأوضحوا: يتكون الكنز من دنانير ذهبية بالكامل، ولكنه يحتوي بشكل غير عادي، على نحو 270 قطعة ذهبية صغيرة مقطوعة، وهي قطع من الدنانير الذهبية تُقطع لتكون بمثابة عملات معدنية ذات قيمة منخفضة".

وكانت هيئة الآثار الإسرائيلية عثرت مطع العام الجاري على تسع عملات، بينها دينار ذهبي يعود لعهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، ودنانير تعود إلى دولة الأغالبة في المغرب العربي وأخرى إلى الإمبراطورية البيزنطية وذلك في الموقع نفسه.

يذكر أن قرية يبنا المهجرة كما غالبية مدن وقرى فلسطين تمتلك تاريخاً موغلاً في القدم، فقد شادها الكنعانيون قبل خمسة آلاف سنة، وقد أسماها الكنعانيون "يبني" وتقع افي السهل الساحلي الأوسط، على بعد نحو 6 كم شرق البحر المتوسط، والى الجنوب من مدينة يافا، على بعد 24 كم منها، وإلى الغرب المائل جنوبا من مدينة الرملة، على بعد 15 كم منها.

وكانت القرية تعتبر عقدة مهمة في شبكة المواصلات، التي تربط جنوب فلسطين بأواسط غربها، وورد ذكرها في جملة مصادر تاريخية وجغرافية.