باقة من الورود يجب أن يرسلها نفتالي بينيت لبنيامين نتنياهو. في العلاقات بينهما في السنوات الـ 14 الأخيرة تبين أن نتنياهو ليس فقط شخصا ساديا، بل تبين أيضا أن بينيت شخص مازوشي.
وصل نتنياهو مستوى أصبح فيه الجميع على قناعة بأنه عبقري، وغير مهم ما الذي يفعله. عندما يفوز بالتصويت في الكنيست فهذا هو نتنياهو الفائز، وعندما يخسر - لجنة تحقيق برلمانية للقضاة – فإنه يكون أراد هذه الخسارة.
في هذا الشأن، حتى أشد المعجبين به يجب عليهم الاعتراف بأن أي اعتبار عقلاني لم يكن موجوداً هنا: المنطق السياسي الأكثر أساسية كان عليه أن يجعل رئيس الحكومة يسمح لوزير الدفاع بينيت بأن يكون مشاركا في إدارة أزمة "كورونا" – إذا نجح فالنجاح سيكون من نصيب نتنياهو، وإذا لم ينجح فإن الفشل سيكون من نصيب بينيت.
لم ينجح نتنياهو في التغلب على مشاعره وعلى بيته، وسمح لبينيت بأن يكون في أكثر الأماكن راحة في العالم.
داخل خيمة مع قوة وزير دفاع، لكن خارج دائرة التأثير. وبدلا من السماح بالقيام بإجراء بث مباشر له في الفيس بوك كل يوم، وأن يعطي نصائح (بعضها غير عملي) وإلقاء خطابات (بعضها ديماغوجية)، حصل بينيت على الهالة، فقط أعطوه أي شيء ليلعقه في وجبة الغداء.
بعد ذلك ارتكب نتنياهو خطأً كبيراً، أقل منطقية من ذلك، وأبقى بينيت خارج الائتلاف.
يمكن فقط تخيل كيف سيكون وضعه لو كان بينيت وزير الصحة الآن – المسؤول عن القضاء على "كورونا"، على رأس حزب من ستة مقاعد. ربما سيكون في الاستطلاعات قد لامس مرة أخرى نسبة الحسم.
كان يكفي بينيت 2.5 مقعد وربع تهديد بالانتقال إلى الطرف الآخر من أجل أن يحصل من نتنياهو على وزارة الدفاع.
ماذا يمكنه أن يفعل مع 20 مقعداً أو أكثر؟ تناوب مع نتنياهو، لا أحد سيفعل ذلك دون ضمانة بنكية.
بالأرقام يمكننا تخيل حكومة لبينيت، يئير لبيد، بني غانتس، أفيغدور ليبرمان و"ميرتس"، دون العرب ودون الأصوليين، وبالأساس دون نتنياهو.
تناوب على رئاسة الحكومة بين لبيد وبينيت. في الواقع يصعب تصديق أن بينيت سيتجرأ على تشكيل حكومة مع نيتسان هوروفيتس وتمار زندبرغ في الوقت الذي يبقي فيه كل "الليكود" خارج الحكومة.
عندما اندلعت التحقيقات مع نتنياهو اتخذ بينيت موقفا أخلاقياً: "للأسف، تلقي هدايا بهذا الحجم الكبير لا يتفق مع توقعات مواطني إسرائيل".
قبل فترة قصيرة على تسلمه منصب وزير الدفاع قام بينيت بانعطافة كاملة: "إذا نجح جهاز القضاء في إسقاط نتنياهو بسبب السيجار ومقالات في موقع "واللاه" فهذا سيكون ضربة شديدة للمعسكر القومي... ليس نتنياهو هو الملاحق، بل معسكر اليمين كله ورؤيتنا".
في السنوات الثلاث التي مرت بين هذين الموقفين اتخذ بينيت موقفا محتملا تقريبا. في العلن تملص بشكل عام. في الغرف المغلقة قال إن صفقات السفن مقلقة جدا، وإن نتنياهو استنفد، وهو ينشغل فقط بشؤونه الشخصية ويجب استبداله.
بشكل عام يبدو أن هناك بينيت صباحيا، الذي يقوم بالقاء خطابات في احتفالات جائزة إسرائيل ويتحدث بصورة رجل الدولة عن فهمه العميق لمشاعر المعسكر الآخر، وبينيت المسائي الذي يؤيد تشكيل لجنة تحقيق للقضاة وينشر منشورات تساوي بين المحكمة العليا و"حماس".
المرة تلو الأخرى يتأرجح بين بينيت المعتدل وغير الهجومي وبين بينيت المقتنع بأنه يجب زيادة التطرف من أجل مراكمة التأثير.
عندما نظم يوعز هندل تظاهرة لليمين ضد الفساد قبل ثلاث سنوات تقريبا، قال بينيت إن هذا حقا أمر جميل جدا وقيمي، لكن لا يوجد مقعد واحد لهذه الرسالة - جميعهم بيبي، هذا كل الأمر.
بينيت الحقيقي لم يكن ليتردد للحظة في الانضمام إلى الائتلاف الذي يبقي نتنياهو في الخارج. بالتأكيد إذا كان في جزء من هذه الولاية سيكون رئيسا للحكومة. المشكلة هي أن بينيت رأى في السابق عدداً مكوناً من رقمين من المقاعد في الاستطلاعات يتبدد خلال بضعة أيام. واختبار معرفة إلى أين وجهته هو اختبار سهل جدا: إذا انفصل عن بتسلئيل سموتريتش وحزبه فمن الواضح أنه يسعى إلى ذلك. وإذا بقي معه فإن كل ناخب في الوسط يعطيه صوته يكون يعلق أمله على بينيت المسائي.
عن "هآرتس"