الانتهاء من بناء العائق الأرضي.. هل يعني حربا جديدة على غزة؟
نشر بتاريخ: 2020/10/06 (آخر تحديث: 2025/12/17 الساعة: 13:09)

تل أبيب: شكلت الأنفاق إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2014 المعضلة الأكبر للجيش الإسرائيلي، وكانت العنوان الأبرز للعدوان، حتى أن بعض القادة الإسرائيليين اعتبر نجاح العدوان مرتبط بعدد الأنفاق التي استطاع الجيش تدميرها، لقد أفرز عدوان عام 2014 واقعاً جديداً على الصعيد العسكري، حيث أقرت إسرائيل بعد انتهاء العدوان، مبدأ الدفاع كأحد ركائز الأمن القومي الإسرائيلي جنباً إلى جنب مع المثلث المعروف تاريخياً منذ نشأة الكيان وهو (الردع، الإنذار، الحسم)، حيث أصبح مفهوم الأمن القومي يستند إلى مربع الأمن (الردع، الإنذار، الدفاع، الحسم)، صحيح أن إقرار مبدأ الدفاع أوصت به لجنة مريدرور التي شُكلت عام 2006، إلا أن الأحداث والتطورات منذ ذلك الوقت بدءاً من حرب لبنان الثانية، ومرورًا بحروب غزة الثلاثة، وما مثلته الأنفاق في عدوان عام 2014 كانت هي السبب المباشر وراء إقرار هذا المبدأ.

وبالانتقال إلى الأخبار التي أوردتها وسائل الإعلام العبرية عن الانتهاء تقريبا من بناء العائق الأرضي المضاد للأنفاق، والذي بدأ بناؤه عام 2017، حيث شهدت الفترة التي أعقبت عدوان عام 2014 الكثير من التوترات والتصريحات والتحركات والتي كان محورها رعب الأنفاق الذي ألقى بظلاله على الجيش الإسرائيلي من أعلى الهرم حتى أصغر جندي دخل أنفاق غزة عام 2014 ولم يخرج منها حتى الآن، أو بعبارة أدق لم تخرج منه حتى الآن.

انتهت كل هذه التحركات والتوترات إلى إقرار بناء الجدار الأرضي والذي يشمل شبكة تكنولوجية معقدة من المستشعرات تم تطويرها من أجل كشف عمليات الحفر، لكن بغض النظر عن مدى جدوى هذا العائق أو الجدار والتي ربما الأحداث والأيام فقط كفيلة بإخبارنا عنها، إلا أننا يجب وضع خطوة بنائه في إطارها الصحيح، فقد جاء بناؤه كترجمة عملية لإقرار مبدأ الدفاع ضمن مبادئ الأمن القومي لإسرائيل، وكاستجابة لتهديد جدي وخطير يستهدف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والانتهاء من بنائه لا يعني أبدًا أن إسرائيل ستشن عدوانًا جديدًا على القطاع، لأننا لو افترضنا نجاحًا كاملًا للعائق الأرضي في إحباط الأنفاق الهجومية، فإنه بالتأكيد لم يؤثر على الأنفاق الدفاعية والتي مثلت في عدوان عام 2014 المعضلة الأكبر لعمليات الجيش الإسرائيلي داخل القطاع، حيث دفع بسببها خسائر كبيرة، وفقد جنديين ما زال مصيرهما مجهولًا حتى اليوم، كما أن قرار شن عدوان جديد على القطاع مرتبط بعوامل كثيرة أكثر تعقيدًا من قضية الانتهاء من بناء الجدار.

إن إتمام بناء الجدار ليس له أي معنى على صعيد نية إسرائيل شن عدوان جديد على القطاع، المعنى الأبرز لفكرة بناء الجدار ابتداءً ولإتمامه انتهاءً أن المقاومة في غزة أصبحت تؤثر بشكل مباشر في استراتيجية العدو، وفي طريقة بنائه للقوة، وحتى في مبادئ أمنه القومي.

 

عن عكا