"منارات".. غرافيتي عن المرأة والهويّة على جدران رام الله
نشر بتاريخ: 2020/11/09 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 17:44)

متابعات: في حي "الماسيون" بمدينة رام الله، لابد أن تصطدم أعين المشاة أو قائدي السيّارات المتوجهين إلى قلب المدينة، بجداريات "غرافيتية" تمتد لعشرات الأمتار على جدار استنادي يفصل ما بين شارعي الذهاب والإياب، أو الشارعين العلوي والسفلي، تحوي رسومات وعبارات لرياديات فلسطينيات وعربيات وعالميات، يشكلن "منارات"، كل في مجال إبداعها.

وتأتي هذه الرسومات الجدارية للفنانة الفلسطينية أسماء غانم، كمحطة أولى في مشروع "منارات"، والمقرر أن ينتظم سنوياً بمبادرة وإشراف بلدية رام الله.

الفنانة أسماء غانم، التي أنجزت هذا الجزء من المشروع، شددت على أن "منارات" عبارة عن مشروع مبني على بحث متكامل حول نساء رياديات من كافة أنحاء العالم، وكيفية تعميم المعرفة حولهن في الفضاء العام للمدينة.. وقالت: قدّمت هذا المقترح الفنيّ إلى البلدية، وتمت الموافقة عليه من قبل لجنة مختصة، فكانت هذه الرسومات للمعمارية العراقية العالمية زها حديد، والكاتبة والناشطة الأميركية من أصول أفريقية أنجيلا ديفيس المناهضة للعنصرية بما فيها العنصرية ضد الفلسطينيين، والشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، والكاتبة والمؤرخة الفلسطينية ياسمين زهران.

وأضافت غانم: "منارات" مبادرة ريادية من قبل بلدية رام الله لتنفيذ مشاريع فنيّة في الفضاء العام، وتمنح الفنان فرصة اختيار ما يريده ليتحول إلى واقع فنيّ في هذا الفضاء المفتوح بما تحمله هذه الخيارات من رسائل ومضامين، موجهة رسالة إلى الفنانات على وجه الخصوص، والفنانين عامة، للمشاركة في هكذا مبادرات بهدف تعميم المعرفة من جهة، وتعزيز حضورهن الفنيّ خارج إطار مساحات العرض التقليدية في "الجاليريات"، وقاعات العرض داخل المؤسسات الثقافية.

بدورها، قالت مديرة دائرة الشؤون الثقافية في بلدية رام الله، سالي أبو بكر: هذا المشروع ليس مجزوءاً عن التدخلات العامة في إطار العمل الثقافي الذي تسهم فيه بلدية رام الله، فمنذ سنوات والفضاء العام محط اهتمامنا على أكثر من مستوى.. جزء من هذه التدخلات التي باتت مهمة وملحة وضرورية في ذات الوقت هي تلك التي يمكن إدراجها في إطار التدخلات البصرّية، وبالتالي "منارات" كمشروع يراكم ويتمم ما قامت به البلدية من قبل.. صحيح أنها السنة الأولى لهذا المشروع، لكنه بات مشروعاً إستراتيجياً من ضمن مشاريع البلدية.

ولفتت أبو بكر إلى أن مشروع "منارات" من شأنه "فتح مجالات للفنانين للمساهمة في تعميم أعمالهم الفنيّة خارج الأطر التقليدية للعرض، بحيث أطلقنا دعوة عامة للفنانين بتقديم مقترحات في موضوعات مختلفة ومتنوعة.

وأشارت أبو بكر إلى أن هذا المشروع، الذي سبقته عدة ورشات عمل مع قطاعات مختلفة، سنوي، يتناول في كل عام منطقة من مناطق المدينة، بحيث تنفذ هذه التدخلات الفنيّة على الجدران الاستنادية في المدينة بشكل أساسي، لكونها تشكل في ذات الوقت مساحات كبيرة وأخرى عامة، إضافة إلى تلك المساحات المتعلقة بـ"القصّ الحجري"، وقد تكون هناك رسومات في إطار "منارات" على جدران لمنازل خاصة، لا سيما في البلدة القديمة لمدينة رام الله، بموافقة سكّانها بطبيعة الحال.

في الطريق مروراً برسومات "المنارات" تستوقفك عباراتهن المنتقاة، وبينها ما قالته زها حديد ذات يوم: إن "النجاح لا يُقاس بكونك ذكراً أم أنثى، بل يعتمد على أحلامك وطريقة الوصول إليها"، أما ما نُقِل على لسان أنجيلا ديفيس: "إلهام الفلسطينيين للأفارقة في صراعهم ضد العنصرية هو إلهام نحو الحريّة".

 

الايام