تقدير موقف حول المصالحة
نشر بتاريخ: 2020/11/16 (آخر تحديث: 2025/12/17 الساعة: 14:51)

تقديري الشخصي حول المصالحة:

يبدو أن المعطيات الاقليمية تستدعي المصالحه، كما أن معطى فوز بايدن ابضا يستدعي المصالحة، السؤال المهم ما هي اسس هذه المصالحة؟ ولماذا الآن؟!!!

أعتقد أن تحييد جبهة الجنوب مطلوب في حالة أي تصعيد ممكن في جبهة الشمال المرشحة بقوة للتفجير خلال ألأسابيع القادمة ويبدو أن ما ينقصها فقط الشرارة التي ستشعل الفتيل، ولكن التحييد المطلوب لغزة عليه ان يستند لمعنى سياسي يؤسس ايضا لمفاوضات يتم التحضير لها بعد تنصيب بايدن رئيسا للبيت الابيض، وبحيث توافق حماس على مفهوم الدولتين وعلى اعطاء الرئيس أبو مازن فترة زمنية محددة للمفاوضات يتخللها هدوء كامل وشامل في غزة والضفة، بما يعني وقف أشكال المقاومة العنيفة لصالح مفهوم العمل الشعبي السلمي والذي لن يكون شاملا بل مجرد فعل لمواجهة شعبية في مواقع محددة كما يجري اليوم.

معضلة حماس أن هناك عدة تيارات تتصارع في داخلها، فتيار مشعل مستعجل على المصالحة بهدف انتشال غزة اقتصاديا لتعزيز مكانته والعودة لرئاسة المكتب السياسي لحماس ويبدو أن المال القطري سيتدفق بقوة وبكثرة وقطر ستتحمل فاتورة الموظفين في حكومة حماس الحالية لفترة من الزمن ستمتد لستة أشهر بالحد الادنى، في حين يرى السنوار وتياره أن المصالحة ضرورة وطنية ومطلوبة بقوة شرط أن تستند لشراكة وطنية ووفق برنامج وطني وادوات كفاحية واضحة ومناسبة ودون التعرض لسلاح القسام، لكنه يبحث عن تبادل سريع للاسرى لتعزيز مكانته تحضيرا للانتخابات القادمة، بينما يرى تيار محمود الزهار أن لا فائدة مطلقا من المصالحة وفقا لما تطرحه حركة فتح.

إجمالا وبتقديري المعطيات الاقليمية المرتبطة بالتوجهات الامريكية المستقبلية لإدارة بايدن تشجع على المصالحة، والمعطيات الحالية للتوجهات التصعيدية للإدارة الأمريكية الحالية أيضا تشجع على ذلك، في حين معطى تجديد الشرعية والانتخابات أيضا تدفع به الدول العربية المعتدلة لما في ذلك من استقرار داخلي فلسطيني مهم ومطلوب بشكل ملح خاصة مع الحديث عن المفاوضات القادمة والتي يجب أن يكون أساسها سد ثغرة الإنقسام الكبيرة التي يستغلها نتنياهو واليمين الاسرائيلي في محاولة للهروب من اي استحقاق تفاوضي وتحت حجة أن القيادة الفلسطينية في رام الله لا تتحدث بإسم الشعب الفلسطيني ككل.

لأول مرة أستطيع القول أن هناك جدية حقيقية داخلية فلسطينية نحو المصالحة ومن رأس الهرم الفتحاوي، وأيضا توجه جدي لدى أغلبية حماس نحو ذلك شرط الانتخابات والموظفين ، كما أن التوجهات الاقليمية وكل حسب مصلحته يدفع بهذا الاتجاه، أما إسرائيل فضوئها الأخضر للمصالحة تكتيكي بسبب من جبهة الشمال، لذلك يجب استغلال هذه المعطيات ودفن الانقسام والذهاب للإنتخابات وبشكل متتالي ووفق أجندة وبرنامج واضح وبتواريخ ثابتة ومقدسة.