في ذكرى إنطلاق عهد الدم و البارود، إنطلاقة عاصفة الفعل الكفاحي و ديمومة التحدي حتى النصر، يجب أن نخجل من أنفسنا و نواجه أنفسنا على كل المستويات أين نحن الآن، أين نحن من عهد الشهداء و طلائع الثوار و الأحرار من رواد النضال، ماذا أنجزنا و أين فشلنا و أخطأنا، نحن بحاجة إلى جردة حساب شاملة وكاملة في هذه المحطة التاريخية، حركة فتح بكل ما لها و عليها على المحك إما تكون أو لا تكون، الرهان يتوقف على الحصان الأسود وهم كوكبة من الطلائعيين الجدد في إستعادة زمام المبادرة في أوساط وصفوف الفتحاويين و جماهير الحركة الممتدة وخصوصا في الأرض المحتلة “ساحة الصراع الرئيسية” لا تنتظروا من الوجوه القائمة على الحل و الربط خيرا، فمن كان عامل هدم و تخريب لن يكون عامل إيجابي وبناء إلا من رحم ربي و هو قليل .
يا شباب الحركة والعقلاء و الأوفياء أنتم السواد الأعظم و أنتم من تدفعون الأثمان الباهظة لأخطاء و خطايا قيادات لا تستحق أن تقود، كثير منهم يتعامل مع القضية الوطنية أنها بوابة للإستثمار و التربح و التكسب على حساب دمكم و معاناتكم و أحلامكم في الحرية و الإستقلال و مستقبل الأجيال القادمة، هذا ليس على صعيد حركتكم فقط بل على مستوى الحالة الفلسطينية عامة، لكن المسؤولية التاريخية و الوطنية في التغيير تقع على عاتق فتح و الفتحاويين، فإذا كانت فتح بخير تكون الثورة الفلسطينية بخير، وإذا صلحت الظاهرة صلحت المرحلة، لذلك وجب التحريض و التمرد و الثورة في كل موقع و ساحة و هو فرض عين من أجل النجاح في إحداث التغيير الإيجابي بكل الطرق الممكنة، إن سياسة المجاملة و النفاق و الإستجداء و المداهنة مع قيادات الأمر الواقع لن تجدي نفعا و لن تقود إلى نتيجة غير المزيد من سقوط و إسقاط كل الأهداف و الأمال التي إنطلقت من أجل تحقيقها حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح، وفي ذكرى الإنطلاقة المجيدة يجب أن يكون شعار كل الفتحاويين ( قف و فكر / ما العمل؟)، إن الثقافة الدونية التي تفشت في واقعنا جراء مخططات التجويع و التطويع و شراء الولاءات و الذمم و المساومة و المهادنة و القبول بها تدفع هولاء المستثمرين و الانتهازيين و المتكسبين إلى التمادي في التغول و الإستعلاء و الإقصاء و الإلغاء و التفرد و الإستفراد بقرار الحركة و الثورة و السطو على مقدراتها .
إن ذكرى إنطلاقة الثورة الفلسطينية في الفاتح من يناير 1965 يجب أن تشكل مفصلا رئيسيا و منعطفا مصيريا لتجديد العهد و الوعد بالخروج من مربع العجز و المراوحة، بالإنطلاق لصناعة التغيير الجذري والثوري في معادلة الصراع، فلسطين ليست بخير، فتح ليست بخير، شعبنا ليس بخير.
كل تضحياتنا و آمالنا و أحلامنا و مستقبل أجيالنا تتعرض للإغتصاب و السطو عليها بكل وقاحة و جرأة من ثلة فاجرة و مغامرة و مقامرة و متآمرة لا تستحق أن تكون في موقع قيادة شعب الجبارين و أعدل قضية في التاريخ، لذلك فإن الصمت مساهمة في جريمة ترقى حد الخيانة العظمى، من يكرم الشهيد يتبع خطاه بالوفاء و العطاء و الإنتماء، و ليس بالصراخ الصامت و التعايش مع الألم و التعاقد المذل مع المعاناة الذي لن يجدي، فلا هو قضاء ولا قدر بل من فعل البشر، رحم الله الشهداء والمجد لمن يجدد عهد الوفاء، عاشت فتح الفكرة و العطاء و الإنتماء و البذل والفداء حتى النصر، فلسطين تستحق الأفضل... لن تسقط الراية.