عام مضى لن نذكر ما له وما عليه ، ولن ننظر الى ما أصبح خلفنا من تراكم لأزمات ندرك ان أثرها سيبقى، إلا بقدر نستخلص منه العبر والدروس ، وندرك أننا إذا امتشقنا عزيمة من انطلقوا منذ ستة وخمسون عاما ، و أعدنا ترتيب أولوياتنا على أسس وطنية بالقدر الذي يعيننا على تجاوز شتى المحن ، والتي كانت سمتها الأبرز هي الفرقة الفتحاوية الداخلية وارتفاع وتيرة الظلم والقرارات التعسفية الظالمة بحق أبناء الحركة ،فإننا سنغير ملامح وأثر ما علق بقضيتنا من شوائب ، ولأننا ندرك من عمق تجربة ثورية رائدة وبقراءة نضالية أن خيارات التقدم والسير على خطى الش/هداء تنحصر جميعها في وحدة الموقف والرأي والبرامج ، وباصطفاف كل المناضلين من أبناء حركتنا الغراء ، ممن تقاسمنا معهم كسرة الخبز في برد الزنازين وجولات التحقيق والأسر ، خلف راية فتحاوية واحدة لا تحتمل التشرذم وتعدد المشارب والتوجهات، فتح التي جسدت قضية شعب مناضل وغيرت مفاهيم اللجوء ونفخت روح التحدي والثورة في عمق حالة اليأس والاستسلام ، جديرة بأن نضحي من أجلها ، وجديرة بأن نتخلى من أجلها عن ذواتنا وأن نسمو فوق جراحنا وأن نعلو عن حالة الظلم والاستبداد التي طالت أرزاق أبناء حركتنا وشهدائها وأسراها .
إن حجم المؤامرة الدولية الهادفة الى تحطيم كل مقومات الإنجاز الفلسطيني ، تحتم علينا ان ندافع عن حركة فتح باعتبارها طليعة ثورية متقدمة، وإن ما يتعطل من أدبيات حركة فتح ومسلكياتها بفعل شرذمة من المتآمرين يحتم علينا أن نقف مع كل الوطنيين الأحرار من أبناء حركتنا لنعيد لفتح مجدها المسروق و نهجها الحيوي الذي انطلقت به كقوة جماهيرية براغماتية تتسع لكل طاقات الجماهير وتعمل على تفعيلها وفق مقتضيات الحالة الكفاحية والمنظومة الدولية و الإقليمية، لن تكون حكراً على رؤية ضيقة لفريق يرى زوراً أنه سيرث حركة فتح بكل تاريخها وشهدائها ومسيرتها على مر العقود.
لذلك فإننا سنبذل كل ما هو متاح لنا من أجل استعادة الوحدة الفتحاوية بتفعيل أنظمتها وإنعاش فلسفتها الثورية وإحياء مسلكيتها التي كانت رافعة للنضال الوطني منذ أن انطلقت، وسنجير كل طاقاتنا ومقدراتنا وامكانياتنا من أجل وحدة فتح وسنجعل من برامجنا الوحدوية سمة تحكم سلوكنا رغم كل من نواجه من تعنت وعقوبات وإجراءات ظالمة طالت كل أبناء حركتنا
ولن نسمح لحفنة من سماسرة العصر الذين امتهنوا صفقات النضال المغلف بالخنوع والاستسلام بأن يسرقوا حلم أطفالنا في مستقبل نعمل على بناءه وفق نظرة فتحاوية نعمل مع كل الشرفاء على تعزيزها وما زلنا نعمل لخلق مفاهيم تحيي إرث الانطلاقة الأولى وتحفظ. خطى الشهداء الذين قضوا من أجل حركة وطنية متماسكة وقوية.
عام الوحدة والبناء
نشر بتاريخ: 2021/01/02
(آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 22:03)