اليوم الجمعة 17 مايو 2024م
عاجل
  • انتشال جثامين 6 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا في جباليا البلد شمال قطاع غزة
  • مقاومون يطلقون النار صوب قوات الاحتلال في منطقة المنشار ببلدة عزون شرق قلقيلية
بث مباشر|| تطورات اليوم الـ 224 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية انتشال جثامين 6 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا في جباليا البلد شمال قطاع غزةالكوفية مقاومون يطلقون النار صوب قوات الاحتلال في منطقة المنشار ببلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية لقاء خاص مع الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس حول البيان الختامي للقمة العربيةالكوفية آليات الاحتلال تطلق نيرانها في مخيم جباليا شمال قطاع غزةالكوفية طائرات الاحتلال تستهدف منزلا لعائلة حمد في محيط دوار زعرب بمدينة رفحالكوفية قوات الاحتلال تقتحم منزل الشهيد تامر فقها خلال اقتحامها ضاحية شويكة شمال طولكرمالكوفية قوات الاحتلال تقتحم ضاحية شويكة شمال طولكرمالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة سعير شمال الخليلالكوفية طائرات الاحتلال تستهدف منزلاً لعائلة شعبان في شارع الفالوجا بجباليا البلد شمال قطاع غزةالكوفية طائرات "كواد كابتر" للاحتلال تحرق خياما للنازحين غرب مدينة رفحالكوفية طائرات الاحتلال تقصف محيط مسجد أبو عبيدة بمخيم 2 في مخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة في منطقة مخيم 2 جنوب مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية إصابة جديدة برصاص الاحتلال في بلدة بلعا شرق طولكرمالكوفية 6 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا في جباليا البلد شمال قطاع غزةالكوفية إطلاق نار من آليات الاحتلال وسط وشرق مخيم جباليا شمالي القطاعالكوفية فيديو | 4 شهداء جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيراتالكوفية استشهاد الشاب كريم عمير برصاص الاحتلال خلال مواجهات في بلدة بلعا قضاء طولكرمالكوفية فيديو | شهيد برصاص الاحتلال في بلدة بلعا شرق طولكرمالكوفية جامعة غنت البلجيكية تقرر وقف تعاملها مع مراكز الأبحاث الإسرائيلية بعد 10 أيام من اعتصام الطلابالكوفية

قراءة في رواية «المائق» للأديب المقدسي جميل السلحوت

10:10 - 30 إبريل - 2024
وجدان شتيوي
الكوفية:

رواية "المائق للفتيات والفتيان" صدرت مؤخّرا للأديب المقدسيّ جميل السّلحوت، عن مكتبة كلّ شيء الحيفاويّة، وتقع في مئة وخمسين صفحة من القطع المتوسط.

 في تحليل العنوان...المائق لغة يعني الأحمق أو السَّريع البكاء، القليل الحزم والثَّبات، وفي ذلك إشارة لماجد الابن البكر لمسعود شيخ العشيرة، الذي كان يأمل منذ ولادته أن يهيئه للمشيخة من بعده، لكنّ أمله خاب في ذلك حين رأى قدراته تقلّ عن أقرانه منذ صغره، ورغم أنّ زوجته صفيّة ظلّت تنجب كل عام طفلا بناء على توصية والدتها؛ لتعلّق قلب زوجها وتصرفه عن الزّواج بغيرها، لكن ما كانت تخشاه حدث في أحد الأيّام، إذ قرّر الزّواج من امرأة أخرى غريبة من البادية السّورية، لتحسين نسله، رغم أنّ زوجته صفيّة أنجبت بعد ماجد ابنة طبيعيّة القدرات، بل حاذقة الذّكاء، ثمّ ولدا لكنّه لم يكن يضمن أن يكون بذكاء أخته.

وحين أصبح في عمر الزّواج زوّجه هو وشقيقه سلطان بشقيقتين حتّى يواري بذكاء سلطان ما يعيبه بماجد. بعد الزّواج يلتزم ماجد وعروسه البيت، ولا يشارك في المناسبات الاجتماعيّة، فتشكو زوجته لأمّها من التصاقه بها، فتطلب منها أن تستر عليه قائلة: "يكفيك أنّك زوجة لابن الشّيخ مسعود صاحب السّمعة الطّيبة التي تسبقه". ولم يمرّ الكثير من الوقت على زواجه حتّى غضب أبوه يوما من تصرّفاته فصرخ: "ما عدت قادرا على احتمال حماقات هذا الولد، ولن يبقى في ديرتي، فلينصرف حيث يشاء وإلّا سأقتله". ولم تشفع له توسّلات أمّه، أو تثنه عن قراره، وطلب منه أن يغادر وينتحل اسما آخر، وألّا يخبر أحدا عن اسم أبيه أو عشيرته، فترك مضارب عشيرته وهو يبكي كالأطفال، بعد أن طلبت منه أمّه أن يذهب وينام يومين أو ثلاثة في مسجد أريحا حتّى يهدأ أبوه. وفي الطّريق التقى رجلا مسنّا يعيش وحيدا فأخذه ليعيش معه، ويبّدد وحدته، وعرفّه على شيخ القبيلة "سعيفان" الذي تبيّن له انّ ماجد ابن عزّ وشيوخ، فعامله كأبنائه، وهناك صقلت شخصيّة ماجد، وتعلّم الفروسيّة، وتوسّعت مداركه، وتحسّنت قدراته، وشعر برجولته في مجالس الرّجال.

وبعد خمسة عشر عاما عاد ماجد لعشيرته وأهله، لكنّه عاد شخصا آخر، ووجد زوجته سلمى التّي يحبّها في انتظاره، وابنهما صار صبيّا يافعا، فابتهج الجميع وأقيمت الأفراح، وحاز ماجد على لقب المشيخة الذي كان يحلم به أبوه منذ ولادته.

"المائق" رواية اجتماعيّة موجّهة لفئة الفتيان والفتيات، لغتها سلسة بعيدة عن التكلّف والتّعقيد، إنسيابيّة مشوّقة احتوت على العديد من القيم، والعادات العربيّة المتأصّلة من أهمّها:

* إكرام الضّيف والكرم الذي ظهر في الكثير من المواقف كإهداء الشّيخ متعب للشّيخ ماجد فرسا أصيلة عند تأديته فريضة الحجّ، وذبح الشّيخ مسعود الكثير من الذّبائح عند ولادة أولاده وبناته.

‌* أهميّة ومكانة الخيل وخاصّة الأصيل منها عند العرب.

* تيسير المهور والاهتمام بالأخلاق بالدرجة الأولى كما حدث عند خطبة الشّيخ مسعود لابنيه ماجد وسلطان، حين سأل والد الفتاتين عن المهر الذي يطلبه، فأجابه مهر البنات كمهور بناتكم فقدّر الشّيخ مسعود له ذلك، ولأنّه وضع مهر ابنتيه في رقبته حدّد لهنّ مهرا يفوق مهر بناته.

* ردّ المعروف والجميل لأصحابه حين أثنى الشّيخ مسعود على الشّيخ مسعود لاحتضانه ابنه ماجد لسنين، وإحسانه إليه.

* الوفاء بالنّذر الذي ظهر في مواطن عدّة منها وفاء الحاجة زبيدة بنذرها لولادتها ذكرا بتخضيب جدران مسجد مقام النّبي موسى.

* الوفاء كما تجلّى في انتظار سلمى لزوجها ماجد خمسة عشر عاما، وفي رفض ماجد عرض الشّيخ سعيفان بتزويجه وفاء لزوجته سلمى رغم طول فراقهما، إذ كان يحسّ أنّها بانتظاره، وهذا كسرٌ للصّورة النّمطيّة للرّجال في قلّة وفائهم.

 

* قيمة النّصيحة، وبدا ذلك في الثّلاث نصائح التّي قدّمها الشّيخ سعيفان لماجد قبيل مغادرته وعودته لعشيرته التي قال له عنها أنّ النّصيحة منها بمائة رأس من الغنم، وكيف أنقذته تلك النّصائح من المخاطر في رحلة عودته.

كما قدّمت الرّواية الكثير من العبر المستخلصة من أهمّها:

* على العائلة أن تكون سندا لأولادها، وألّا تتخلّى عنهم مهما كان حتّى لا يصيبها النّدم، كما حصل مع الشّيخ مسعود حين ندم على طرده لماجد، وظلّ يبحث عنه.

* إنّ الإنسان كائن قابل للتّغيير والتطوّر إذا وجد البيئة الحاضنة والمحفّزة له، وأنّ قدراته لن يحدّها شيء إذا وجد الاحتواء، في حين سيظلّ مكانه دونما تقدّم إذا ألصقنا به صفات تنقص من قدره وشخصيته

* قد يحتاج الإنسان أحيانا لبيئة جديدة يجد ذاته بها، لكنّه حتما سيحنّ لأهله وبلده مهما ابتعد عنهم، كما تجلّى في قول ماجد للشّيخ سعيفان "البلاد طلبت أهلها".

ومن الجميل في الرّواية ذكر الأماكن الدّينية كمقام النّبيّ موسى، والمسجد الأقصى ومسجد قبّة الصّخرة، وحضور الأمثال الشّعبيّة مثل: "البنات مثل خبيرة المزابل"، "حبل الكذب قصير"، "فرحنا للأقرع حتّى يؤنسنا، كشف عن قرعته وخوّفنا"، "الضّرة مرّة"، "أولاد المجالس غلبوا أولاد المدارس "، "الجود من الموجود"، "كون نسيب ولا تكون قريب"، "إذا كان صاحبك عسل لا تلحسه كله "، "لو صبر القاتل على المقتول مات لحاله"، "النّساء أكثر من الهمّ على القلب".

وفي تقسيم الرّواية إلى فصول قصيرة ما يناسب فئة الفتيان، إذ يساعدهم على متابعة التطوّرات والأحداث بشكل منظّم، كما يساعد في إيجاد نقاط توقّف طبيعيّة للقراءة، وتعزيز التّشويق بوجود توقّفات مثيرة في نهاية كلّ فصل.

بلا شكّ إنّها رواية قيّمة وإثراء للمكتبة الفلسطينيّة، إلى جانب سابقاتها من أعمال الأديب السلحوت.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق